محدش عوضني

كان نفسي أمي وأبويا يعيشوا ليا.
أمي ربـتـنا ست بنات،
أختي الكبيرة اتجوزت وابويا عايش،
وباقي اخواتي اتجوزوا وابويا كان متوفى.

كان نفسي في فرح، في مشاكل يبقى معايا،
بس مفيش حاجات من دي.
عشنا أيام بجد صعبة.
وأمي أما جالها السكر، تعبـت
حصل لها عجز، ما بقـتـش تعرف تعمل أي حاجة.
بقت على قد ما تقدر يعني تـقشر جمبري عشان تساعدنا في المعيشة،
واخواتي بقوا يشتغلوا عشان نفـس الموضوع.

كانت أمي تعبانة، وحصل لها بتر في رجلها،
كانوا اخواتها يخافوا يـ يجولها،
البنات كانوا مع بعض كويسين،
وكانوا يـيجوا عند أمي ما يرضوش يـزوروها.
حتى كانت تقولهم: "أنتوا خايفين مني؟"
قاست كتير جدًا، كانت هي الـلـي بـ تروح تـودهم وتـشوفهم وكده
لكن هم، فين وفين أما يكلموها.

كان لها أخ كان بـ يـيجي لها
بس كان يكلمها من على الباب، ويمشي
كان خايف لـ يـجيله سكر، يتعدي.
سبحان الله، أراد ربنا يحصله زي ما حصل لها،
وعاشت في مآسي، واتوفت.

أنا اتجوزت على أساس إن مثلًا الـلـي اتجوزني يـعوضني عن الأب، عن الأخ
بس ما عوضـنـيـش حاجة أبدًا
فــ كان برضه في مشاكل بيني وبينه، وزعل، وكده
وما حــسيـتـش بحاجة أبدًا.

كان نفسي بجد أعيش عيشة كويسة
يعني، تـعوضني عن كل حاجة.
كانت سلفتي أما يـيجي أبوها، كنت أزعل
كنت أقعد مع نفسي كده، واعيط.
كان نفسي حد يـيجي يـخبط على بابي
ويقول لي: "كل سنة وأنتِ طيبة".

الحمدلله يعني، ربيت عيالي
بس جوزي برضك بهدلني جامد.
مرة كنت عاوزة أتطلق منه عشان مشاكل
فــ اشـتـكاني.
اشـتـكاني إني سرقت منه فلوس، 10 الآف جنيه.
قال إنه كان حاطتهم في مكان عارفاه، وأخدتهم، وأخدت العيال وهربت.
طبعًا بهدلني، كان عايز يـ سجني، والناس والحكومة جم عند البيت.
وقولت يعني -استغفر الله العظيم-، لو كان أبويا وأمي عايشين مثلًا،
كانوا هـ يصدوا معايا
الحكومة جت وكده
وكانوا هـ ياخدوني، وقالوا لي يعني سلمي نفسك وكده.

فالمهم روحنا الحكومة وكده، وخدنا محامي،
قالوا يعني إن المأمور بـ يـبص النظرة الواحدة وبـ يعرف إن كانت دي حرامية أو كده
فــشاف وشي وكده، قال:
"لأ، دي ما تـسرقـش، والست ما تـسـرقـش جوزها"
فــ أقـسـمت له بـالله إني والله العظيم ما خدتش منه حاجة،
إنه بس عشان سيبت البيت، وخرجت
فقالوا طبعًا، رد شرف، وحاجات من دي.
فـقلت لا، بلاش عشان خاطر العيال،
عشان ما يشوفوش أبوهم بخلفية تانية، وعشان ما يزعلش مني وكده.

والحمدلله، اتقضى الحال
بعدها بكام شهر، رجعت البيت، بس برضك فيه مشاكل.
حتى الناس كان يقولوا لي: "جوزك فيه كذا ورجعتي له؟"
قولت بس عشان خاطر العيال ما يـتـربـوش وابوهم بعيد عنهم،
وما يـبـقـاش في مشاكل على طول.

الحمد لله إنى طلعت من الحكاية دي
وأديني بـ آسي معاهم
العيال بـ تشتغل، وانا ساعات بـ شتغل
اشتغلت شهرين في مصنع، بـس اتـبهدلت
كانـت شغلة جامدة أوي، وفـي رجالة ما بـ تـرحمـش
يقول لك دي جوزها متوفي وكده، وملهاش حد
وبـ يـبـقى الأسلوب مـش كويـس.
فـ ما عجـبـتـنـيـش الشغلانة،
فـ طلعت من الشغل وكده.

وكنت بـ شـتـغل في معمل زبادي كام شهر، برضك ما كملتـش.
كانت الدنيا ملخبطة معايا، ومشاكل جامدة وكده.
وأهل جوزي قالوا عليا كلام مش كويـس،
الحمدلله يعنى ربنا معايا.
وأهو يعني، بـ ربي العيال، ونفسي أجوزهم
بس الواحدة بـ تآاسي وكده
وإن كانت هي لوحدها برضك بـ تـآسي.

أخواتي البنات، كنا ست بنات
وأخويا كان معايا، بس اتوفى
كان نفسي بجد يبقى معايا سند، بس ربنا سبحانه وتعالى سندي الحمد لله.

وأهو، الحمد لله ماشيين مع الدنيا، ماشيين مع الدنيا هـ نعمل إيه؟ لا عم بـ يـسأل، ولا خال بـ يسأل ما عادلنـاش حد غيره -سبحانه وتعالى-
والأخوات ساعات بـ يودوا بعضهم، ويروحوا لبعضهم وكده، والحمدلله.

عشان كده بـ قول لعيالي خليكم مع بعض كويسين
ساعات يعني يمسكوا في بعض،
يعني البنت دي بـ تـشد مع أختها.
أنا طول عمري محرومة من الأخ
نعمة الأخ، والأب نعمة كبيرة .
بس مش بإيـديـنـا حاجة
عيالي دلوقتي الصبيان هم أخواتي، وأبويا، وكل حاجة ليا من بعد ربنا.
أما كنت متجوزة، وبرضك بعد ما جوزي اتوفى، برضك شايلة المسؤولية.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر