أنا وأختي كنا رايحين نطلب نأجل قضية وطلع إنه علينا أحكام
قبلها كنت ضامنة أخويا، كان هو جايب حاجة عشان جهاز بنته
بس أنا ما أخدتش حاجة، أنا مجرد إني بس ضمنته وهو ما سدش
وأختي كانت بـ تجيب حاجات بـ تبيعها
جات واحدة نصبت عليها خليتها جابت حاجات بـ 50 ألف
وخدت بعضيها وسابت البيت ومشيت، واحنا ما كناش نعرف عنها حاجة.
كنا رايحين نأجل القضية فالمحكمة اتقفلت علينا
أنا وأختي واتنين رجالة في القفص
والمحامية الـلـي كانت معانا سابتنا ومشيت
مش عايزة تقول لنا إنه أتحكم علينا
جيت بـ خبط على الباب الكبير الـلـي على المحكمة برا
لاقيت أمين الشرطة الـلـي واقف برا بـ يقول لي: "في إيه؟"
قلت له: "هو انتوا قافلين علينا ليه؟ إحنا سارقين؟؟"
"انتو أساسًا مش هـ ينفع تطلعوا"
"ليه مش هـ ينفع نطلع؟"
"عشان انتوا اتحكم عليكم"
بصي أنا جالي زي ذهول، كانت أول مرة أقع في موقف زي ده
ما كنتش عارفة أعمل إيه ولا عارفة أفكر إزاي ...
قلت لأختي "بـ يقولوا اتحكم علينا"
"أنتِ بـ تهزري؟"
"والله العظيم اتحكم علينا"
جم ودونا المركز بتاعنا بـيـِّـتـنا فيه ليلتين
ومن المركز بتاعنا ودونا مركز تاني
أنا ما دخلتش مركز في حياتي من ساعة ما اتولدت
عملت لامؤاخذة حمام على نفسي من كتر الخوف
أنا طول عمري بـ خاف من الحكومة جدًا، لأني بـ خاف أخش جوا يعملوا فيا حاجة
كنت فاكرة إن الناس جوا بـ يقطعوا بعض بالأمواس وكده
زي ما كنت بـ تفرج فى التلفزيون
وكنت خايفة طول الوقت ومستخبية ورا أختي.
شوية ولاقيت ست كبيرة بـ تقول: "تعالوا"
وهى بـ تمد إيدها عليا قلت لها: "أنتِ بـ تعملي إيه؟
إوعى إيدك، أنتِ بـ تمدى إيدك عليا ليه؟
أنا مش معايا حاجة"
"ما تخافيش أنا بس هــ فـتـشك"
وراحت مـفـتـشـانـا.
قعدنا في المركز التاني كده يـ يجي 15 يوم، بعد كده جت لنا الترحيلة على سجن المحافظة
وده أزبل سجن خلقه ربنا، شوفنا الذل فيه جوا
أختي كانت بـ تحضر قضية في المحكمة
فجالي أمين الشرطة قال لي: "يالا عشان اترحلتي المحافظة"
أنا طبعًا ما أعرفش حد، وما أعرفش حاجة هناك
فـقلت له: "طب اصبر أما تيجى أختي"
"يالا وهي هـ تيجي ورانا"
كنت ماشية وأنا بـ عيط
مش عارفة أروح هناك أعمل إيه ... مش عارفة
الظابط قال لي "تعالي ما تخافيش"
لسه بـ ركب العربية لاقيت أختي فيها
قالت لي: "ما تخافيش تعالي"
ما رضـتـيـش تقول لي الحكم الـلـي عليا عشان أنا ما يـجـرالـيـش حاجة.
أول ما فتحوا لنا البوابة شفت رتب قدامي
واللوا رئيس المباحث ده وشه وشكله كده يخوف
خلاني عملت حمام على نفسي
أول ما دخلنا: "خلصي، ادخلي ياختي أنتِ وهي" .
مناظر الواحد أول مرة يـشوفها، وطريقة الواحد مش متعود عليها
دخلنا جوا قعدوا يفضوا هدومنا ولا مؤاخذة الهدوم الداخلية
فـبـ قول للراجل: "أنت بـ تـفـضيها كده ليه؟"
راح نط الأمين ورايا: "في إيه يا روح أمك؟"
وفي إيده عصاية الكهربا، أنا أول مرة أشوفها
الصراحة أنا خفت، كشيت، وروحت ورا أختي
فقالوا لواحدة هناك: "فـتـشـيهـم"
الـلـي كانت بـ تفتش دي قالت لنا: "انتوا باين عليكم ناس محترمة مش وش بهدلة"
فـتـشـتـنا من برا، وما رضيـتـش تمد إيدها في حتة تانية.
جينا بقى جوا
المناظر جوا عاملة زي ...
شوفتى الفراخ البيضا؟ كله لابس أبيض
مفيش حد لابس هدوم ملونة زينا
أنا كنت فاكرة إننا هـ نقعد بالهدوم بتاعتنا
شوية وراحت نطت واحدة سجانة قالت: "اقلعي"
"نعم يا أختي؟ أقلع إيه؟"
"هنا نعم وحاضر وبس
هـ تعنجرى هنا هـ طلعك لرئيس المباحث برا!
هنا فى كهربا وضرب"
هي قالت لي الكلمتين دول وأنا ما عرفتش إيه الـلـي حصل لي
أخدته عياط بقى، يعني حكم النفس على النفس
قلت لها: "أنا ما اقلعش هنا أبدًا لو عملتى اللالي،
ما اقلعش قدام الناس، أقلع إزاي قدام الناس؟!"
كانوا عايزين ياخدوا الهدوم بتاعتنا الملونة عشان يلبسونا هدوم بيضا
دخلوا بقى صورونا جوا وافتكرت فيلم اللمبي
صورنا بالبتاعة المعفنة دي
مسكونا أرقام كده، فـ قلت:
"هو أنا قاتلة؟ أنت بـ تمسكني كده ليه؟ هو في إيه؟"
قال لي: "امسكي دي واقفي كده، امسكيها كده ده الرقم بتاعك،
أى حد بـ يـخش له رقم بـ يتصور بيه"
المهم اتصورنا ودخلنا جوا.
كان أسود يوم فى حياتي بجد، أنا عمرى ما شفت يوم زي ده
دخلت جوا، ما لا يقل عن 25 ولا 30 نفر في أوضة
كان في واحدة هناك اسمها أم حسن
أم حسن دي، بعيد عنك
كان مدلوق عليها مياه نار ولا محروقة باين، وعاملة زي الراجل
أول ما دخلنا قالت: "دول أنا هـ خدهم!"
وأنا وأختي منهارين وخايفين حد يعمل فينا حاجة
جيت ورا أختي وقـلت لها: "هي هـ تاخدنا فين؟!"
طلع هـ تاخدنا على إيراد جديد يعني … عنبر تاني.
الأكل في أطباق صغيرة قد كده
جينا بقى ساعة النومة، مش عارفة احنا هـ ننام إزاي أساسًا
يعنى النومة في شبر شبرين كده
عشان أنام آجى أتلوح، لازمن الصف كله يتلوح
ما كانش في سراير هناك، وأول ليلة دي أنا ما نـمـتـهاش
كان جنبي واحدة متوترة تـقعد تـنفخ.
جيت عاوزة أعمل حمام، اتحصرت بقى
الحمام هناك نظام جرادل ورا البيبان
مفيش حمامات هناك غير أما تصبحي الصبح والبـيـبان تـتـفـتح
قوِّمت أختي قولت لها: "جنبي هـ ينفجر، عايزة أعمل حمام، هــم هـ يرضوا يفتحوا لنا الباب؟ أخبط؟"
ردت واحدة: "تخبطي! انت عارفة لو خبطتي رئيس المباحث هـ يجيلك دلوقتي!
اعملي فى الجردل"
"جردل إيه الـلـي أعمل فيه والناس كلها قاعدة تتفرج عليا؟"
في الآخر عملت حمام ونمت، وواحدة قامت تعمل حمام
هى نايمة يعني دهشانة، قايمة مش شايفة الجردل
وكان مليان، ف اتكب علينا
قمت سبيت الدين مش قادرة بقى، وانهرت جامد
والصبح نمت، بس الليل كله كنت واخداه عياط بحرقة.
المهم جينا الصبح
الساعة 8 البيبان تـتـفـتح ومفيش حد ينام، حتى لو نايمة الصبح
اطلعوا في الحوش، طلعنا الحوش
لاقيت أشكال غريبة، وناس غريبة يعني ناس ما أعرفهاش
فجأة نطت واحدة اسمها فاتن ما أعرفهاش، كانت من بلد كده جنبينا
قالت لي: "بصوا انتو هـ تعيشوا معايا، باين عليكم غلابة ومش حمل حاجة"
راحت نطت الـلـي اسمها أم حسن دي قالت: "أنا هـ خدهم منك"
قلت لها: "لأ احنا هـ نقعد مع دي، مش هـ نقعد معاكي"
أنا كنت خايفة منها أصلًا
كانت تاخد مننا سجاير وأكل وشرب بلطجة
أول ما تيجي لنا زيارة، كانت تقف لنا على الباب
لازمن عايزة سجاير، عايزة أكل
واحنا من نفسنا كنا بـ نديها عشان نـتـقى شرها.
ومرة جت واحدة جديدة دخلت علينا
وكان معاها خمسة جنيه وشريحة تليفون، وده ممنوع
ومعانا سعدية ومفيدة، ودول مرشدين بـ يكنسوا الحوش
أول ما دخلت راحت رشدت لأم محمد السجانة، وطلعت لرئيس المباحث
تاني يوم الصبح العنابر كلها تطلع برا تفتيش
لقوا حاجات معاها ومع واحدة ست كبيرة
فضل يكهرب فيها قدامنا وهو مغميها لحد أما الولية وقعت
أنا شفت المنظر اترميت عـالأرض.
الحاجات هناك تشيِّب، هناك عملتي ما عـمـلـتـيـش حاجة بـ تـ تـاخدي فى الرجلين.
الأعياد هناك كانت بـ تعدى علينا أسود أيام
ورمضان هناك كان أسوأ رمضان
أنا كنت بـ آخد من يوم الوقفة لتاني يوم العيد عياط، لحد أما يغمى عليا
كل ما افتكر عيالي وأمي.
لو أنتِ قاعدة فى بيتك والفطار قرًَّب، طبعًا بـ تـسخني بـ تـجهزي
هناك بعد العصر بساعة، البيبان بـ تـتـقـفـل
مفيش سخانات غير في الحوش، وأنتِ عشان تـسخني أكلك، كانوا جايبين الغلاية دي
تـسخني الميا، وتحـطي الأكل في الميا عشان يسخن
لو ما عملتيش كده هـ تاكلي الأكل متلج
وفى الحر الأكل كان بـ يعفن مننا.
أنا كنت داخلة كويسة، طالعة من هناك عندي حالة نفسية
عندي دراعي ده بـ يتخشب، وبوقي كان بـ يتعوج ويـ يجى هنا
وشعري كله أبيض من كتر الرجف والخوف الـلـي كنت بـ شوفه.
سجن المحافظة بتاعتنا ده أزبل سجن على مستوى الجمهورية أقسم بالله
أنا كنت بـ بقى نايمة فى الأرض والصراصير بـ تاكل لحمي
أقسم بالله كنت أقوم ألاقى جسمي منقر من الصراصير
بسبب هدوم السجن جي لي زى لامؤاخذة هرش في جسمي
هناك بقيت أتعالج من جسمي، وأختي بقت تـتعالج من القولون
مرة القولون قام عليها كانت بـ تقطم في الأرض، وما كـنـتـش لاقية لها برشامة أديها لها.
هناك تشوفي ناس وأشكال، والـلـي داخلة لامؤاخذة أداب
يعني بـ تشوفى المناظر في التليفزيون ما بالك بقى المناظر دي اتعرضت عليكي
وطلعت حالة إعدام من عندنا
ساعة ما طلعت أنا أغمى عليا
لأن كانت معانا وكنت بـ كلمها، أما قومت الصبح ما لاقـيـتـهاش
شوفي أما تكوني قاعدة مع بنى آدم، ويطلع يتعدم
يعني هناك بصراحة كان بـ يمر علينا أسود أيام خلقها ربنا.
ولا ساعة ضرب النار ده، ساعة 25 يناير
كنا نايمين تحت السراير، وكان ضرب ضرب بقى
كان ضرب النار بـ يـخـش لنا جوا
لأن الحكومة كانت محاوطة السور كله
عشان الناس الـلـي برا كانوا عايزين يفتحوا السجن
هم ما قدروش يدخلوا عشان ماسكه رئيس المباحث
كان أصعب رئيس مباحث على مستوى الجمهورية
كان مجرد ما يقولوا رئيس المباحث داخل كله تلاقيه زي الفراخ في العنابر.
ده قبل كده دخلوا علينا بخراطيم الميا دي
لزقونا فى الحيطة بخراطيم الميا، واحنا ما عملناش حاجة
نبقى قاعدين كده ويـ قولوا تفتيش
يخش عـالأكل بتاعنا، ويحط الرز على المكرونة على الكلور، على الزيت، على البريل
ما كناش بـ نلاقى لقمة ناكلها بعدها
بس احنا مالناش ذنب فى حاجة
أنا أساسًا كنت واخدة سنة وتسع شهور، وطلعت على سنة وتلات شهور
على تلات ترباع المدة عفو شرطي
أنا ما كـنـتـش بـ عمل مشاغبات جوا، ولا كنت بـ قل أدبي على حد
بس هو الصراحة ذلة وإهانة، وكسرة نفس.
أصعب حاجة مرت عليا هناك لما كنت نازلة جلسة
وكان جوزى جايني، وكان معاه ابنى احمد، كان صغير
هناك أنا طبعًا كنت مكلبشة
فـجه يقرب من الكلبشات يلعب، راح أبوه قايل له: "ده كخ، ما تروحش عنده"
وشاله من قدامي، وبعده عني
صعبت عليا نفسي
وخدت من أول المحكمة لغاية ما روحت السجن بتاعنا عياط
قلت إزاى؟ ليه كده؟
ده أنا غصبن عني، لا سرقت ولا عملت ولا أى حاجة
أنا كنت ضامنة أخويا
وحرمنى من عيالي، قعدت سنة وتلات شهور ما بـ شوفش عيالي خالص
ما وراهـمـنـيـش، وشـيـع لي قسيمة الطلاق بتاعتي جوا.
طلبوني في المكاتب إني لازمن أطلع برا
أختى كانت خايفة أطلع أتكهرب، أنا ما كـنـتـش عاملة حاجة
بس أى حد بـ يطلع برا بـ يتكهرب، بـ يغموه ويروحوا مكهربـيـنه.
المهم طلعت في المكاتب بـ قول: "في إيه؟"
قال لي: "هو أنتِ مروة؟"
"آه أنا مروة"
"جوزك مشيع لك قسيمة الطلاق بتاعتك"
"عادي، ماشي، مفيش مشاكل"
"أنتِ مش زعلانة؟"
"وأنا إيه الـلـي يـ زعلني؟
ما هو باعني ورماني، وعارف إن أنا مظلومة وما اخدتش حاجة
خلاص، إيه الـلـي يـ زعلني؟
الـلـي يـ بيعني أبيعه"
أخدت القسيمة ودخلت جوا بـ ضحك عادى
أختى قالت لي:"في إيه؟"
"مضيت على قسيمة الطلاق بتاعتي"
"طلقك؟! زى بعضه ما تزعليش"
قولت لها: "لا مش زعلانة، بس صعبت عليا نفسي وصعب عليا عيالى
لأنه اتجوز واحدة تانية هـ تربي عيالي، وممكن ما أشوفش عيالي تاني"
أنا معايا حسن، عرفت إنه قعد شهرين برا فى الشارع، وأبوه كان سايبه بسبب مرات أبوه
هى قعدت بـ تشتم عليا، حسن راح ضربها، وأبوه مسكه ضربه
راح ماشي، خد بعضيه ومشي، قعد فى الشارع
حسن دوت أساسًا ساعة ما طلعت جالي من ورا أبوه
كان في الشارع ساعة ما عرف إنى طلعت، ركب وجالي
ومن ساعتها مش سايباه، أنا مقعداه معايا
وفى واحد عندنا فى الشارع بعد ما انا اتحبست، حسن كان بـ يهزر فقال له:
"بس يا الـلـي أمك محبوسة"
انا الحمدلله مش محبوسة لا فى حاجة عيب ولا غلط.
أنا مضيت لأخويا عشان خاطر ما أزعلوش مني
ما بـحبش حد يزعل مني فى حاجة
ولو عاملة حسابي إنه هـ يرميني جوا كده مش هـ يطلعني ما كـنـتـش مضيت لحد.