هي مش قصة تحرش في الشارع
ده تحرش في البيت
وانا لسه طفلة عندي 8 سنين
كان جدي، أبو أبويا
بـ يمد إيده عليا بطريقة مش مريحة.
أنا ما كنتش فاهمة حاجة
بس ما كنتش مبسوطة،
كان كل تفكيري إن أنا الـلـي بنت وحشة ومش كويسة،
عشان بـ سيب جدو يحط إيده عليا
وما بـ قولش لأ، ومش بـ عترض.
بس يتكرر الموقف، واتجمد، واتخض، وما أتكلمش
وآخري ممكن أجري على أوضتي
أو أوضة ماما وبابا
أو أي حاجة.
المهم بـ حاول على قد ما أقدر إني ما أقعدش معاه في نفس المكان لوحدنا
بس كنت بـ خاف أعمل أكتر من كده، عشان طفلة
ومش فاهمة غير إن أنا الـلـي غلطانة
وانا الـلـي وحشة.
ما فكرتش للحظة إن جدو هو الـلـي وحش
أو إني مفروض أقول لماما، أو لأي حد.
كبرت شوية
بقيت في أولى إعدادي
جربت أقول لواحدة من صحابي
ولاقيتها جريت، راحت حكت لبنتين تانيين
وكل واحدة فيهم راحت قالت لمامتها
رجعوا لي، وقالوا لي: "قولي لمامتك"
وانا رفضت، وخوفت أقول لماما
بس يعني حاولت، مجرد تلميحات إني ما بحبش جدو،
وإني مش عايزاه يعيش معانا في البيت،
وإنه بـ يسألني أسئلة غريبة.
بس ما قولتلهاش بـ يسألني إيه،
ولا بـ يكلمني في إيه،
ولا بـ يمد إيده على جسمي إزاي،
خوفت.
حصلت ظروف، وحولت من المدرسة
علاقتي اتقطعت بالبنات الـلـي كانوا عارفين،
وماما ما كانتش تعرف ولا واحدة من التلات الأمهات الـلـي عرفوا.
ومفيش حاجة اتغيرت،
غير إن جدو جه يوم واحنا بـ نتغدى قال إنه قرر يسيبنا،
ويروح يعيش في دار مسنين
والعيلة كلها زعلت، وانا الوحيدة الـلـي فرحت.
لما لاقيت إني باين عليا خوفت حد ياخد باله
فـ قررت أسكت، ولا أبين ولا فرحة ولا زعل
قلت لجدتي (مامة مامتي) إني عاوزة جدو يمشي،
راحت قالت لماما.
وقتها بس ماما هي كمان بطلت تقف في وش رغبة جدو إنه يمشي
كانت الوحيدة الـلـي مش معترضة.
بعد ما كانت أكتر واحدة بـ تقول له:
"ده بيتك واحنا أهلك، ونـشيلك في عينينا"، وحاجات كده.
غيرت موقفها، ووقفت في صفي من غير ما تقول لي
ولما بابا استغرب، راحت جابتني
قالت لي: "قولي لبابا أنتِ قولتي إيه"
فـقلت له: "أنا قولت إني مش عاوزة جدو يعيش معانا".
سيبتهم، ومشيت على أوضتي
محدش اتكلم معايا ولا سألني "ليه"؟
بس أنا متوقعة إنهم لحد دلوقتي متخيلين
إني قلت كده عشان كان بـ يمشي وهو نايم بالليل،
وافتكروني بـ خاف،
بس ما يعرفوش السبب الحقيقي.
لما راح الدار، ما كنتش بـ زوره معاهم
غير وانا مضطرة، مثلًا في الأعياد أو حاجة
غير كده كنت خلاص كبرت، وفهمت
وقربت أتخرج من المدرسة .
عرفت إنها كانت غلطته،
وإني كنت عايشة طفولتي كلها مستسلمة لفكرة إن أنا وحشة .
عايشة متخيلة إن ربنا ما بـ يحبنيش
وإن لو حد من العيلة عرف عني كده، مش هـ يحبوني
هـ يقاطعوني.
كل ده اكتشفته مثلًا وانا عندي 16 أو 17 سنة،
يعني العشر سنين الـلـي أي طفل بـ يفتكرهم من طفولته
كنت عايشة فيهم كلهم بجريمة ما عملتهاش،
بس بـ لوم وبـ عاقب نفسي عليها.
جدي مات في 2013
وانا مش عارفة أسامحه.
يوم وفاته كنت أكتر واحدة بـ تعيط ومتشحتفة،
بس مش عشان مات،
عشان مش عارفة أسامحه.
نفسي أحكي الكلام ده لحد …
أنا ضميرى بـ يأنبنى إني بكتب القصة دي،
والراجل مات،
يعني إذكروا محاسن موتاكم.
بس أنا مش فاكرة له محاسن ...