واحدة صاحبة جوزي، كانت من الشلة بتاعته
اتصاحبنا على بعض جدًا، و بقينا بـ نحكي ونفضفض مع بعض
جت مرة، عرضت عليا إني أشتغل معاها في شركتها الجديدة
في الأول كنت خايفة جدًا إنه ما يوافـقـش
خايفة، ما أعرفش أتصرف عشان عمري ما أشتغلت قبل كده
ده غير إن الدنيا مش سهلة في القاهرة.
المهم، أخدت الخطوة، وقررت أجرب وانزل أشتغل
وأبدأ حياة جديدة، كلها أمل وتفاؤل
كنت بـ قابل صعوبة في المواصلات
بـ ركب 4 مواصلات، وساعات 5 علشان أوصل الشغل
كان مرتبي كله ضايع على المواصلات
ممكن الـلـي يتبقى منه بـجيب بيه أكل أفطر بيه الصبح
بس كنت بـ بقى مبسوطة أوى الصبح وانا خارجة من البيت
كنت بـ حِس إني بـ آخد حريتي، وبشم هوا
بدل السجن الـلـي أنا عايشة فيه.
رغم الصعوبات والعقبات الـلـي كنت بـ قابلها
بس كنت مصممة إني لازم أكمل
كتير وانا راجعة من الشغل، كنت بـ قف في حتة مقطوعة
علشان أركب أي مواصلة تـوصلني للتاكسي
ساعات بالنص ساعة وأكتر، في مكان ضلمة
ممكن كان يحصل لي أي حاجة، من غير ما حد يـحس بيا.
كتير كنت بـ قول أقعد في البيت
الموضوع مش جايب همه، والمرتب ما بـ يقضيش
وصعوبة المواصلات
بس حبستي في البيت زهقتني من البيت،
وقلت يمكن كمان ده يخليه هو يتحرك، ويحس، وينزل يدور على شغل
أو يشوف أى حاجة بدل قعدته في البيت.
وبعد شهرين ونص كده، لاقيته بـ يقول لي: "لازم تقعدي في البيت
علشان أنا هـ بدأ أنزل أشتغل
وأنتِ لازم تقعدي بالولد"
رفضت طبعًا، وقلت له: "أوديه حضانة"
قال لي: "تمام، اسألي على الحضانات كلها، ونشوف إيه أحسن واحدة".
المهم بعد ما قعدت أسأل أربع أيام، واروح أشوف الأماكن
واعمل بحث شامل عليهم، بعد كل ده يقول لي:
"لأ، مش هـ دخله حضانة
أنتِ تقعدي في البيت بيه"
لدرجة إنه خلاني أعرض عليه أدفع حضانة ابني من مرتبي كله.
قلت له: "أنا حاسة إن الشغل خلى عندي شخصية
وبقيت أقوى، وبـ عرف أرد على الناس"
خاف لما قلت له كده، لأنه كان متعود إني أقول له حاضر ونعم على كل حاجة،
دي كانت أول مرة ما أقولوش فيها حاضر ونعم.
وكلم أبويا، "دورها تقعد في البيت، تاخد بالها من ابنها"
بابا كلمني، "بصى من الآخر، جوزك كلمني
وقال لي أنتِ لازم تقعدى في البيت علشان هو ينزل يشتغل
الحضانة بفلوس كتير، وأنتِ مرتبك مش جايب همه".
وبعدها لاقيت خالتي بـ تكلمني، "أنتِ بـ تتأخري برا
مين أهم؟ جوزك ولا شغلك؟ مش ده جوزك الـلـي أنتِ حبيتيه؟"
بدأت أعيط، هو أنا علشان بـ شتغل أبقى مش بحبه؟
تاني يوم قال لي: "ما تـنـزلـيـش الشغل"
صممت أنزل
كلمني، وقال لي: "لو ما رجـعـتـيـش قبل الساعة 1
ما ترجـعـيـش تاني خالص
روحي على بيت أبوكي"
كنت حاسة إن حد بـ يـخـنـقـنـي.
زمايلي في الشغل قعدوا يـقـووني، ويقولوا لي: "أنتِ طموحة وشاطرة
ما تـسـيـبـيـش الشغل"
ومديرتي كانت بـ تشجعني، وبـ تقول لي:
"ليه ترضي بحياة زي دي، وانتِ على طول مش مبسوطة".
كنت خايفة من الانفصال جدًا، ومن الرجوع لبيت أهلي
سلمت حاجتي في الشغل، وروَّحت الساعة 1
كنت حاسة كأني راجعة السجن
وقعدت من الشغل.
ورجعت للقعدة مع واحد بيقول لي: "ده بيتي أنا
وانتِ تقعدي بمزاجي، وبالطريقة الـلـي أنا عايزها"
حسيت بقمة القهر والذل.