نوبة غضب

أنا عندي 23 سنة،
طول عمري تقريبًا شخص شديد الانطوائية….
أبويا وأمي اتطلقوا قبل ما أنا أتولد، وكنت دايمًا عايش مع أمي.
بالنسبة لأبويا، فأنا شوفته مرة واحدة في الصالون وأنا صغير، سلمت عليه، ومشيت.

أمي بـ تشتغل مُدرسة.…
في يوم من الأيام وانا عندي حوالي 6 سنين،
كنت مفروض أذاكر، لكن قومت أتفرج على التليفزيون زي العادي،
فـجابت عصاية المقشة المكسورة بتاعتها، ومدتني بيها على إيدي.
لما بدأت أعيط، واقفل إيدي زي العادي،
بدأت تضربني بيها على رجلي وجسمي كله من دماغي لرجلي.

في اللحظة دي، فجأة ولأول مرة في حياتي، حسيت إني مش عارف أتنفس، والدنيا بـ تسود،
لحد بعدها بكام دقيقة، اكتشفت إني زقيت أمي من دماغها، وقعتها على الأرض.
كان فيه أحاسيس كتير متناقضة في اللحظة دي،
بس المميز فيها إني فكرت في حاجتين،
هي لو ما قامتش تاني، محدش هـ يضربني تاني؟
بس بسرعة تداركت إني احتمال يودوني الأحداث لو ده حصل.
فـجريت على الأوضة بسرعة اقفل الباب، وهي بـ تشتمني، وبـ تقوم، وقفلت الباب.

في يوم تاني كنت نايم، في الوقت ده،
كان عندي 14 سنة تقريبًا وكنت تخين جدًا الفترة دي،
نِزلت على رجلي بالخرزانة؛ عشان فيه مدرس كلمها قالها إني ما روحتش المدرسة.
فاكر اليوم ده كويس برضه….
جاتلي نوبة غضب فيه، كسرت فيه دولاب، وكسرت لها العصاية بتاعتها،
وقررت أقف لها، وقولتلها بالحرف إن هي لو مدت إيدها عليا تاني، إيدها مش هـ تفضل سليمة.
قالت لي إنها هـ تجيب لي ولاد خالاتي الكبار يضربوني،
عشان هي ما عرفتش تربيني، فـ قطعت سلك التليفون،
وروحت المطبخ، خدت أكبر سكينة لاقيتها.…
-أنا حتى مش عارف أنا كنت مين في اللحظة دي-
وقفلت عليا باب أوضتي بالمفتاح، وقولت لها:
"الـلي هـ تـجـيـبـيـهولي، مش هـ يروح بيته سليم".
ودي كانت فعلًا آخر مرة تضربني.

بس الموضوع لم يخلو أبدًا من الضغط النفسي المتواصل،
للحد الـلـي كنت فيه ممكن أفضل أعيط بالليل قبل ما أنام.
قررت أحسن من نفسي، ودخلت نت عندي بحجة إني أجيب لها من عليه حاجات ليها علاقة بشغلها،
في الوقت الـلـي كنت فيه بـ تعلم إنجليزي من الأفلام، ومن أي حاجة الاقيها.
بقى هدفي في الحياة حاجتين:
أدخل كلية بعيدة مهما كانت هي إيه،
المهم ما يكونش ليها فرع في محافظتي، واعرف أشتغل، واصرف على نفسي.

حالياً وبعد كل السنين دي، فخور إني حققت كل ده، وفخور بقوتي،
لكن خلال رحلتي، اتغيرت عندي مفاهيم كتيرة،
وتقريبًا شبه فقدت القدرة على التعاطف الإنساني الطبيعي.
بس ده ثمن بخس لأني أكون هنا دلوقتي.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر