بكره أي حد بيحبه

بابا كان بـ يضرب أمي وأخواتي بسبب وبدون سبب….
ضربها بالقلم قدام ناس أغراب؛ عشان ما كانش عايز يدفع تمن تصليح التليفزيون،
صحيت وانا صغيرة من النوم، لاقيته معلق أخويا في ديسمبر برا الشباك،
وأخويا كان لابس بوكسر بس،
وكان ماسكله خرزانة، بـ يضرب فيه؛
عشان أخويا كان بـ يتأخر برا.

أختي، وأخويا التاني، والعيلة كلها كان بـ يضربهم؛
عشان كانوا معترضين إنه بـ يخون أمي مع جارتنا،
كانوا معترضين إن أول ما جوزها ينزل يطلع لها هو البيت.
بس هو ما كانش مبسوط بده، فـقرر يضربهم.

كنت بـ شوفه بـ يضرب أختي الصغيرة
-الـلـي خلفها من الست الـلـي كان بـ يخون أمي معاها-
بالحزام على وشها، وجسمها كله، بعد ما البيت فضي.
ما كانش فيه غيري أنا، وهو، وهي، وما عرفتش أدافع عنها.
كان بـ يضربها عشان بـ تحب أخواتها من الأم.

صحيح عايزة أقول إن أخواتي كلهم ما عدا الصغيرة ضربوني،
واحد منهم خنقني، والتانية بـ تعمل أكنها بـ تضربني هزار، بس أنا ما بحبش كده،
والتاني كان بـ يلويلي دراعي لحد ما يتخلع،
وأمي لحد دلوقتى بـ تحب تضربني.
كل الـلـي اتعنفوا منه عنفوني أنا.

أنا ما اتضربتش من أبويا غير مرة واحدة، وكان أسوأ يوم في حياتي...
أيام امتحانات ثانوية عامة بتاعتي في رمضان، قبل امتحان التاريخ بيومين،
اتخانق مع أمي عشان مقشة، وضرب أمي بيها، وشد شعرها، وسحلها، وأمي تصوت.
أنا فاكرة اليوم ده كويس جدًا،
طلعت الصالة، وسيبت الكتب، ولاقيته ماسكها من شعرها، وبـ يخبط راسها في إزاز الشباك،
قعدت أزق فيه عشان يسيـبها وعلى لساني جملة واحدة: "سيبها، دي أمي".

ضربني أنا كمان، وجاب إيد الهون التخينة عندنا الـلـي محدش بـ يعرف يشيلها،
وجه عشان يضربني بيها، فـ دخلت الأوضة، وقفلت عليا.
عرفت أقـفـل الباب كويس، وما عرفش يفتحه، وكان بـ يقولي:
"افتحي، ومش هـ عملك حاجة"، وما صدقتوش.
لحد ما أمي قالت لي: "افتحيله".
كان هـ يحدف إيد الهون عليا، كنت هـ جيب السكينة واقتله،
لولا إن أختي وجوزها جم بعد ما اتصلت بيهم، قولت لهم إن بابا اتجنن.

ليه أقوله بابا أصلًا بعد ما طردنا بعد الموقف ده من البيت لمدة شهر،
رفض يديني كتبي عشان أذاكر فيها …
أنا بكره أبويا، وبكره أى حد بيحبه.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر