بدأت أعرف عن موضوع البريود وانا عندي تقريبًا 11 سنة،
وكنا في السعودية لما بقيت أشوف الأولويز عند ماما،
وأنا مش فاهمة هو إيه ده ولا بتاع إيه، بس الـلـي أعرفه إنه كان بتاع ماما،
وإن ماما كانت بـ تحطه، ومش فاهمة ليه،
وبعدين هي قالت لي ليه، وأنا ما كُـنـتـش فاهمة.
هي الحقيقة كانت بـ تحاول تفهمي بس بالراحة، إن دي مرحلة عند كل بنت،
وبدأت تتكلم مع جارتها قدامي عادي، بعد ما كانت تقول لي في أي حديث نسائي:
"ادخلي جوا"، مع التبريقة المصرية. بس وقتها بدأ يبقى عادي،
وبدأ يبقى في حديث بيني وبين صاحبتي في المدرسة عن الموضوع ده،
وإننا مش عايزينه يحصل لنا، وإننا مش حابين إن فيه دم ينزل ونكبر.
وأنا عندي 12 سنة، فضلت كام يوم ضهري ووسطي واجعني جدًا،
ولا أنا ولا ماما عارفين السبب. لحد ما في يوم منهم بـ بص لاقيت فيه دم نزل الصبح،
وعشان كنا في السعودية في الوقت ده، وما كانش فيه أي مجال لوجود أقارب،
وماما مش من النوع السلس، الـلـي هو إحنا مش صحاب، وكنت بـ خاف منها،
فضلت لحد بالليل وأنا عاملة زي ما أكون مرتكبة جريمة أو حاجة كبيرة.
لحد ما جمعت شجاعتي، وقولت لماما بالليل بعد تفكير وإحراج عميق جدًا،
والـلـي هو أنا لازم أقول لحسن تكون فيه حاجة خطيرة ورا الدم ده.
قولت لماما كده: "ماما، أنا فيه حاجة حمرا لاقيتها في الأندر بتاعي النهارده،
بس مش عارفة ده إيه، ومش حاسة إني اتعورت في حاجة".
وعلى قد ما كنت خايفة منها، لاقيتها بـ تقول لي: "الدورة جت لك أكيد"، بس كده.
فـ قلت لها: "لأ، إزاي؟ مش لسه بدري عليا؟"، ردت بكل هدوء برضه:
"عادي، وإيه يعني؟ فيه الأصغر منك وبـ تنزلهم.
شوفي هـ تقعد معاكي قد إيه، ولو لاقيتي فيه دم لسه بـ ينزل حطي فوطة صحية".
وأنا من كتر ما كنت حاسة إن برضه الموضوع يكسف،
كنت عايزة الأرض تـتشق وتبلعني، وما كـنـتـش عايزاها تقول لبابا؛
عشان ما ينفعش يعرف حاجة زي دي.
بس هي قالت له، وهو ما بـيـنـش أي حاجة، وبقيت أتعامل عادي،
بس برضه فضلت قدام المجتمع اتكسف جدًا من إن حد يعرف إنها عليا.
لكن حقيقي على قد ما كنت بخاف من ماما في حاجات كتير،
وإنها مش صاحبتي،
بس وانا دلوقتي 35 سنة عرفت قد إيه هي مقارنة بأمهات ناس كتير،
كانت سهلة، ولطيفة معايا في الموضوع ده.