أنا مش متكبرة

كنت دايمًا بـ تربى علي إني أبقى دكتورة، فـحبيت العلوم جدًا،
ومع الوقت بقيت شاطرة فيها جدًا، ومشهورة وسط مدرسيني وأصحابي باجتهادي ودراستي،
وأهلي ناس عادية، ما كانش عندهم وعي بإن في تربية إيجابية أو عكسها،
وما اتربوش بأحسن طريقة، واجتهدوا لإنهم يتعاملوا معانا بأحسن طريقة عندهم،
بس طبعًا كان في مواقف مش أحسن حاجة.

عدت سنين الثانوي بحلوها والعكس، وكنت قادرة ألتمس الأعذار،
لحد ما دخلت كلية صيدلة، وانبسطت إني ربنا قدر بشكل ما،
رغم إني ما جـيـبـتـش مجموع عالي جدًا ولا كنت من الأوائل، إني أحقق حلم اتربيت عليه،
وقولت خلاص بقي هـ فرَّح أهلي.

بس حصل حاجة مختلفة جدًا
بدأ بدل ما تقل الخناقات، ويفرحوا بيا، بدأت أواجه كلمه غريبة في الخناقات بـ تخليها تزيد أكتر،
وبـ تأثر فيا أكتر من أي كلمة تانية ممكن أكون سمعتها في يوم، وبدأت اتصدم.

لما كنت اختلف معاهم في أي حوار في نظرتي لأمر معين،
أو أعمل أي تصرف مش عاجب أهلي، كانوا بـ يقولوا لي إني متكبرة عليهم
كان بـ يتقال لي كده بالنص:
"خلاص بقيتي دكتورة، ونسيتي نفسك، وشوفتيها علينا"
الموضوع كان بـ يتكرر لدرجة إن في مرة لاقيت أختي الصغيرة بـ تقولها لي.

حاولت كتير أبقى بـ فهم هل أنا فعلًا بقيت متكبرة كده؟
ده أنا لسه ما اتخرجتش حتى، وأهلي كلهم جامعيين
ليه نسيوا إن هم الـلـي كبَّروا فيا الحلم ده من وانا صغيرة،
والدروس، والمراجع، والكتب، والتشجيع إني أذاكر أكتر، ده كله كان منهم.

عدت السنين، واتخرجت، واكتشفت إني مش بحب حد يقول لي "يا دكتورة"
ومع الوقت أنا سيبت شغلي كدكتورة أصلًا
وهم لسه بـ يصنفوني في نفس الصندوق
"أنتِ متكبرة علينا"
"خلاص ما بـقـيـنـاش قدك"
"هو التعليم الـلـي اتعلمتيه علمك ما توافقيش على كلامنا كده؟"
وما أكثرها الجمل التانية.

وأنا اخدت وقت كتير أوي علشان أصدق إني أنا مش كده زي ما بـ يقولوا
أنا مش متكبرة، أنا بس مختلفة في آرائي عنهم
ومش كل الكلام الـلـي أهلك بـ يقولوه صح.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر