تنويه هام بخصوص قصص حملة "لما قطعوا حتة مني":
القصة قد تسبب للبعض شعور بعد الارتياح أو الألم أو قد تستدعي أحداثًا سابقة مشابهة لدى السيدات اللاتي تعرضن للختان. نذكركن بالتنفس، وبأخذ بعض الوقت مع أنفسكن، وبإمكانية التوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر.
كنت ساعتها في إعدادية تقريبًا،
وأختي الـلـي أصغر مني بتلات سنين كانت برضه في إعدادي، أنا في تالتة، وهي في أولى.
أمي شخص جاهل، مؤذي للمحيطين، وعنيف معاهم ومع نفسه،
وده لأنها ما اتعلمتش، وما اتحبتش من أهلها ولا من أخواتها،
فـكانت شايفة إن البنت لازم تبقى خدامة وشغالة لأخواتها الرجالة، ولأمها وأبوها.
المهم إن امتداد ده كان الختان، والـلـي حصل لي طبعًا وانا صغير،
لكن ما كُـنـتـش واعي كفاية ساعتها بالـلـي حاصل.
لكن لما أختي اتخنت، كنت كبير وأختي كانت كبيرة.
في يوم أمي أخدت أختي، وقالت: "هـ نروح نجيب حاجة"،
اختفوا طول اليوم طبعًا، وبما إن وقتها ما كانش فيه موبايلات،
فـ كان لازم نستني علشان نشوف.
أمي رجعت بالليل ومعاها أختي بـ تعيط جامد جدًا، وتعبانة أوي.
ما فـهـمـتـش ساعتها إيه الـلـي حصل،
وروحت جري على أختي أشوف إيه الـلـي حصل.
رد أمي طبعًا كان: "مفيش حاجة، هي تعبت شوية بس".
فهمت الـلـي حصل بعدها بثواني لما بابا سأل، واترد عليه بكلمة واحدة: "طاهرتها".
الـلـي فهمته بعدها كمان بثواني إن الموضوع ده كان فيه قرار واضح بمنعه.
كل الـلـي فات ده حصل في ثواني، والكلام انتهى في نفس الثواني برضه،
لكن مع عياط أختي، وشكلها المقهور والمُنتَهَك، اتحول الموقف سريعًا إلى ساحة حرب.
أبويا حجمه تقريبًا مرة ونص حجم أمي، ضخم، وعريض، وتخين، وأقرع.
أمي حجمها ضئيل في العادي، وكمان بالمقارنة مع حجم أبويا،
الأسباب دي إلى جانب إن بابا مش شخص بـ يمد إيده علينا،
ولا بـ يضربنا كطريقة للتربية، هي أهم سبب كان مخليه بـ يتناقش مع أمي في الحاجات دي،
و كل الأمور كانت دايمًا مطروحة للنقاش،
نتكلم، افهمك، وتفهمني.
بس في خلال الثواني الـلـي كانت بعد ما أمي قالت "طاهرتها"،
أظن إن أبويا حصله تحول تام؛ لأنه ما استناش لحد ما ندخل البيت علشان يعمل أي تصرف.
كانت المرة الأولى الـلـي أشوف أبويا بـ يضرب أمي،
بـ يضربها ضرب انتقام وغِل، بـ يضربها،
ومحدش كان قادر يحوشه، ولا يوقفه، ولا يمنعه.
كان ضرب انتقام، كان ضرب جي من إحساس بالخيانة، بالانتهاك،
كان ضرب جي من دموع أختي المقهورة الـلـي اتعرت لأول مرة قدام شخص غريب عنها،
والشخص ده جرح كيانها، وقطع منه حتة.
محدش بـ يصدق لما أبقى بـ تكلم عن أمي، واقول "ولية بنت وسخة"،
والكل بـ يعتبر إني قاسي عليها،
بس حقيقي الموضوع خالي من المشاعر تمامًا؛
لأن الموقف ده هو واحد من أقل المواقف عنفًا الـلـي عملته أمي فينا،
سواء أنا أو أختي أو أخويا.