في البيت عندي إلى حدٍ ما كانوا واعيين،
بابا من وانا صغيرة على طول كان بـ يقول عليَّ قدام الناس:
"دي خلاص بقت آنسة"، وأنا كنت بـ تبسط أوي إنه بـ يقدرني،
رغم إني كنت عارفة إني لسه صغيرة، بس الجملة دي كانت بـ تديني ثقة أعرف اتصرف،
حتى لو لسه ما بـلـغـتـش زي ما أغلب الناس في مجتمعنا بتربط البلوغ بالنضج.
ماما وأختي الكبيرة كانوا مفهمني إنها بـ تيجي لكل البنات بس في أوقات مختلفة،
و"ما تـقـلـقـيـش حتى لو اتأخرت"، وجملة ماما الشهيرة "كل ست مختلفة عن التانية".
ده خلاني أطمن شوية لما لاقيت صحابي مرة بـ يتكلموا مين جتله ومين لسه،
وأنا كنت من البنات الـلـي لسه.
كانوا حاطيين لي فوطة صحية على طول في شنطة المدرسة،
حتى وهي لسه ما جـتـلـيـش عشان زي ما قالوا بالضبط:
"عشان لو جت لك وأنتِ في المدرسة ما تـتـخـضـيـش".
جتلي أول مرة وانا في امتحانات أولى إعدادي، صحيت لاقيتها،
ماما كانت بـ تكلم أختي في التليفون، وانا دخلت الحمام بهدوء،
وانا مش فاهمة إحساسي مبسوطة ولا زعلانة، بس هادية؛
عشان كنت فاهمة الـلـي بـ يحصل،
يمكن كنت مبسوطة شوية إني ما بـقـيـتـش خلاص من البنات الـلـي لسه.
روحت الامتحان، وكنت متألمة جدًا، وجع أول مرة أحِس بيه،
مضطرة أتحمل عشان مش عارفة أشارك حد حواليا،
أصل هـ قول إيه؟ وانا أصلًا كتومة شوية، كل ده بجانب توتر "خايفة أبقع"،
خايفة الأولويز يتحرك واتبهدل. فضلت طول الامتحان أجاوب شوية، واقوم أطمن على لبسي.
روحت قولت لماما، اتبسطت جدًا،
وكلمت أختي وجدتي، وكان جوايا "إوعي تقولي لبابا"، بس قولت له طبعًا.
دعم جدتي كان حاجة تانية، قالت لي:
"اكتبي مواعيدها وتابعيها؛ عشان دي صحتك".
ما فهمتش الجملة دي غير أما كبرت وقريت أكتر،
وإن دلوقتي فيه أبليكيشنز على الموبايل عشان كده مخصوص، لأن صحتنا النسائية أهم حاجة.