وانا في ابتدائي، ماما والمدرسة حكوا لي عن البيريود،
وكنت فاهمة كل حاجة عنها. خلصت ابتدائي، ولسه البيريود ما جتش.
ماما ما كانـتـش مقصرة، وحكت لكل خالاتي وعماتي إن البيريود ما جـتـش لحد ما روحت إعدادي،
فأي مناسبة بالنسبة لي كانت جحيم؛ لأن كل عماتي وخالاتي كانوا بـ يسألوني:
"ها، لسه ما جـتـش؟"، "لسه ما جـتـش؟ طب إزاي جت لأختها الأصغر منها وهي لسه"،
"ده صدرها كِبِر"، "ده جسمها تخن، إزاي كل ده وما جـتـش؟"
كنت بـ حس نفسي مادة مباحة لأي حد.
ولما قلقت من تأخيرها وسألت ماما -الـلـي بـ تتعصب عليا،
وتسألني كل يوم من خامسة ابتدائي لحد 2 إعدادي - لو ده خطر، ما بـ نروحش لدكتور ليه؟
قالت لي: "عشان أنتِ بنت، ما ينفعش تروحي لدكتور إلا بعد الجواز".
ما فهمتش إيه علاقة الجواز بالموضوع، بس سِكِت، وحسيت بالذنب، وكأنه بإيدي.
أخيرًا جتلي في 2 إعدادي، جت بألم شديد، وغبت عن المدرسة أول شهر،
لكن تاني مرة جت كنت في امتحانات، ما قدرش أغيب،
وماما كانت بـ تزعق لي، تقول لي:
"ما بـ تيجي لكل الستات، وعايشين، وبـ يشتغلوا عادي،
أنتِ بس بـ تستهبلي".
وادتني تنبيهات إن "عيب، ما تقوليش لحد من زميلاتك ولا للميسات".
كنت كارهة نفسي؛ تعبانة، ومخنوقة، وعايزة أطلع أغير البادز، بس ما أقدرش.
طب استأذن وأشرب عصير، أو أبطل تمارين في وقت الصبح، ما أقدرش.
اتضربت مرة عشان ما اشتغلتش التمارين؛ لأني كنت تعبانة من الألم جدًا،
صعبت عليا نفسي عشان مش قادرة أحكي مع إني ماليش ذنب.
كبرت، واتجوزت، وربنا رزقني بإنسان متفهم جدًا وبـ يقدر تعبي،
وبقيت بـ قول له وبقول لصحباتي أنا بـتعب قد إيه من غير كسوف،
خصوصًا إني أيامها بـ قعد في البيت، وما بـ قدرش أشتغل أي حاجة في البيت،
ولا أنزل بسبب الألم الشديد الـلـي بـ تسببه لي، والـلـي طلع بسبب مشاكل فى المبيضين والرحم،
تخيلوا إني اتبسطت لما عرفت إن عندي مشاكل في المبيض؛ عشان محدش يقول عليا بـ ستهبل تاني.