الموضوع ابتدا بحمالة صدر، من الـلـي بـ يكبروا الصدر
أيوا، بالظبط كده، الـلـي بـ يكبروا الصدر
دي كانت هدية أمي ليا في يوم تخرجي.
"ماما، أنا يستحيل ألبس البتاعة دي، ولو عملتي إيه"
"نعم؟ ما هو أنتِ ما يـنـفـعـش تفضلي ماشية مش باين منك حاجة كده"
"أنا طول عمري كده، صدري صغير. إيه الـلـي جد جديد يعني؟"
" ما يـنـفـعـش تفضلي كده وخلاص"
"ليه يعني؟"
"عشان مش هـ تتجوزي".
نعم؟ من امتى أمي بـ تفكر كده؟
أولًا، اسمحوا لي أقولكم إني مش زي كل البنات،
عمري ما كان عندي مشاكل مع أهلي
بخصوص مواعيد الخروج، والمرواح، واللبس
وإن يكون عندي ولاد صحابي، وكل الكلام ده
أنا طول عمري مستمتعة بقدر من الحرية بـ تحسد عليه
لحد لما موضوع الحمالة ده طلع لي.
"هو يعني كان هـ يقيس مقاس صدرى قبل ما يتقدم؟
ومين قالك إني عايزة أتجوز واحد بـ يدي أولوية لحجم صدر البنت الـلـي هـ يتجوزها؟
لو أنا قررت أشتغل فى مهنة الدعارة - وده شيء حاليًا أنا مش حطاه في دماغي-
يبقى مفيش سبب إني ألبس حمالة عشان أكبر صدري".
ردي ده ممكن يكون سكت أمي شوية، لكن الباقيين ما سكتوش
فى يوم، جدتي بصت على صباعي وقالت لي:
"أمتى بقى أشوفك لابسة خاتم على الصباع ده؟"، وشاورت على الصباع
"مش قريب، أنا لسه ما لاقيتش الـلـي أنا عايزة ارتبط بيه"
"لسه؟ أمال أنتِ بـ تروحي الشغل تعملي إيه؟"
يا نهار أسود، يعني جدتي فاهمة إن البنات بـ يروحوا يشتغلوا
عشان يدوروا على عرسان؟
واضح إن الموضوع انتشر جدًا بسرعة
لأني لاقيت جدتي التانية في وسط جنازة عمي "ابنها"
بـ تنده عليا قدام ناس لسه شايفاهم لأول مرة، عشان تقول لي:
"سارة! هو أنتِ لسه ما عندكيش صاحب للجواز؟"
يا إلهي، إزاى تعمل كده قدام كل الناس دي؟
طبعًا أنا ما عرفـتـش أكتم بقى، وقلت لها:
"لأ، عندى صاحب مش للجواز. ينفع؟"
وروحت سايباها، هي والناس التانية، وماشية
وهم مصدومين، ومش مصدقين إني قولت كده.
المهم، نرجع لموضوعنا
في يوم الصبح، لاقيت واحدة اسمها "طنط ميرفت"
بـ تتصل تسأل بأمي
أنا بـ اتجنب أرد على تليفونات البيت، عشان حوارات الطنطات الـلـي ما بـ تخلصش
ولكن المرة دي رديت، "أنتِ بقى يا حلوة سارة ولا سالي؟"
ابتدينا على الصبح، "سارة يا طنط"
"ازيك يا حبيبتى؟ أنتِ عارفة، أنا آخر مرة شوفتك فيها كنتِ صغنونة أوي أوي أوي".
ما علينا، هـ وفر عليكوا الرغي بتاع الست الـلـي مالوش لازمة
أول ما أمي رجعت، قولت لها إن واحدة اسمها ميرفت اتصلت
راح وشها منور من الفرحة أول ما سمعت اسمها، وقالت لي:
"أووووووو، دي تبقى حماتك إن شاء الله
مش عايزة عريس؟"
"لأ والله مش محتاجة اليومين دول"
"يا بت أنتِ أنا بـ كلمك بجد، دي عايزاكي لابنها"
"ماما، الست دي آخر مرة شافتنى كنت صغنونة أوي أوي أوي
إزاى بقى تبقى عايزاني لأي حاجة؟"
"والله هي عارفاني، وعايزة بنت من بناتي لولد من ولادها"
"ولادها؟ هي عندها كام ولد؟"
"تلاتة"
"هي دي نفس الست الـلـي قولتي لي عليها من سنتين؟"
"آه، بس ابنها ده اتجوز خلاص"
"يعني فاضل 2؟ يعني لما نخلص من ده، لسه هـ يفضل اسم النبي حارسه التالت؟"
"لأ، ده أصغر منك"
"يا خسارة، تصدقى زعلت".
أمي فضلت ترغي على قد إيه الولد كويس
وشغله، والفيلا بتاعته، ورغي رغي رغي
وكل ده، وانا متنحة في السقف، وبـ فكر ليه ما يـنـفـعـش أطير واخلص
وبعدين جات لي فكرة، ليه أنا كمان ما العبش معاهم، واستمتع شوية؟
"خلاص يا ماما، أنا هـ شوفه"
"بجد؟"
"آ، ليه لأ؟"
واتفقنا، طبعًا بعد لما أمي اترجتني إني ما أعملش حاجات غريبة
"بس عشان خاطري يا سارة
ما تـ لـعـبـلـيـهـوش حواجبك".
وقابلت العريس المنتظر، قعدت كده، وفي ابتسامة على وشي
بـ تفرج على المسرحية الـلـي بـ تحصل
طبعًا أمي كانت قاعدة على أعصابها
وهي متأكدة إني مش هـ عدى الموضوع على خير
من غير ما أعمل حاجة تـخليها ندمانة عمرها كله.
طنط حاولت إنها تتكلم معايا على شغلي
طبعًا أمي كانت شايفة إن دى أسوأ حاجة ممكن نـتكلم فيها
"أنتِ بـ تكتبي إيه بقى في المجلة؟"
أمي قاطعت الحوار، "أنا إزاي نسيت يا جماعة
تـ شربوا إيه؟ عندنا شاي بالياسمين حلو أوي"
طنط قاطعت أمي
"ما تـ وريني المجلة بتاعتك".
جريت على جوا، وجيبت لها عدد من المجلة
وكان فيها مقالين أنا كاتباهم، واحد عن الإشاعات عن علاقة ستاربكس المقهى باسرائيل
والتاني عن إدعاء النشوة خلال الجنس
يعني سياسة وجنس
لما طنط خلصت المقالين، وش أمي كان أبيَض زي الميتين
وكنت سامعاها وهي عمالة تقول جواها: "طار العريس، طار".
المفاجأة بقى أن اليوم الـلـي بعده، طنط كلمتني عشان تسألني عن رأيي
"قولي لي بقى ياسارة، أنتِ عايزة جوزك يكون فيه مواصفات إيه؟"
"همممم، ما فكرتش في الموضوع"
"بس أكيد الموضوع جه على بالك، مش أنتِ بنت مجتهدة فى شغلك؟"
"آه ، ودي أهم حاجة في حياتي، وهـ تفضل أهم حاجة"
"ده شيء كويس، أحمد متفهم جدًا"
"بس أنا بـ قعد في الشغل كتير"
"ما يـتـهـيـألـيـش إنه هـ يمانع"
"يعني أنا ساعات بـ روَّح الساعة 3 الصبح"
"عادي"
"وساعات بـ بيت أصلًا"
"ما فيهاش حاجة"
"وما بحبش حد يسألني أنا رايحة فين وجاية منين، لا لا لا"
"هو ما عندوش مشكلة".
بعد أسبوع، جالي مكالمة من العريس، عايزني أخرج معاه
كان وصل لي من مصادر خاصة جدًا أنه أُعجب باللي شافه
وبس، كان عايز يخرجني مرة أو مرتين، قبل ما يوافق
يعني أنت تشوف حد لمرة واحدة فى حياتك، وده كفاية إنك تقرر تـقضي بقية عمرك مع الشخص ده؟
أنا مش من نوع الناس الـلـي بحب آخد المواضيع بالراحة، واستنى سنين لحد لما أقرر والجو ده
بس مش كده يعني
ده حسسني إنه بـ يشتري موبايل جديد
"حلو يا ماما؟"، "حلو يا حبيبي"
"طب يلا نشتري"، ده حتى الـلـي بـ يشتري موبايل بـ يطول عن كده
يعني هو يعرف إيه عني؟
عارفين لو روحت قولت لأمي كده، هـ تقول لي ايه؟
"هو يعرف إنك من عيلة كويسة، وأمه تعرفني، و...".
طب وانا ليه واحد يحكم عليا بأهلي مين؟
ليه ما يـنـفـعـش يتحكم عليا بأنا مين؟
يعني أنا طول عمري بـ حاول أثبت استقلالي، واثبت نفسي
عشان فى الآخر أتجوز واحد بـ يقدر أمي؟
ماما، أنا مش نسخة منك، ولا من أى حد في عيلتنا
وأكيد أنا مش ديكور بـ يتحط فى البيت
أو فى الفاترينة عشان الناس تـتفرج عليهم
ولأ، ما أظنش إني هـ حتاج لحمالة تكبر صدري.