كنت شايف إن يعني إيه أقول لهم مثلًا إني محتاج حنان
محتاج طيبة، محتاج حد يثق فيا، محتاج حد يدعمني
محتاج حد يسمعني، محتاج حد أقعد معاه وأصحابه.
أجزاء بسيطة من الحاجات دي كنت بـ لاقيها برا، مش في البيت
بس مقتنع إنها مش هـ تيجي أي حاجة زي الـلـي هـ لاقيه من البيت
لدرجة إني جيت في وقت قولت لهم:
"أنا حاسس من المعاملة كده إن أنتم مـتـبـنـيـني
فانتوا لو قولوا لي فين دار الأيتام، ولا فين صندوق الزبالة - بنفس الكلمة كده -
الـلـي أنتوا لقيتوني عنده، ودوني وانا مش هـ زعل".
وفعلًا حضرت شنطتي، واعتمدت في دماغي إن أنا خلاص كده
أنا مش هـ قعد في البيت
ما لاقـيـتـش أي رد فعل.
توهت بقى، ما بـقـتـش عارف أنا هـ مشي فعلًا؟ طب هم باقيين عليا؟
بقيت أقول لأمي: "أنا مش حاسك زي أمي"، وأقول لأبويا: "أنا مش حاسس إن أنا ليا أب"
أخواتي مفيش أي حاجة، مفيش بمعنى الكلمة.
القرار الـلـي أخدته بقى وما ندمتش عليه، وحسيت إن هو عالج معايا حاجات كتير
إنى أبدأ أنكش كده في أبويا وأمي
بدأت أكلمهم، بدأت أقول لهم
ما أعرفش الكلام ده كنت بـ طلعه إزاي، كان صعب جدًا ساعتها
كنت بـ سأل نفسي بعديها أنا إزاي كنت بـ قول الكلام ده
وبـ قول لنفسي برضه دول أبويا وأمي، المفروض هـم اللي يسمعوا مني الكلام ده.
بدأت أقول لهم:
"أنا ابنكم، حسسوني إن أنا غالي عندكم، إن أنا حاجة كده حلوة. ليه حاسس إن أنا غريب؟"
أخدت أبويا مرة، وقعدت اتكلمت معاه كده، وحاولت أقرب منه شوية
بدأت أفهم دماغه، كان صعب شوية
أمي كان صعب جدًا إن أنا أقول لها أنا عايز حضن
أنا عايز حضن يا بابا
عايز حضن يامه.