أنا خايف على سمعتك

أنا خايف على سمعتك

ركبت المترو من مصر الجديدة عشان أروح شغلي الـلـي في الزمالك
كنت لابسة فستان طويل واسع (اللبس عمره ما كان مبرر بس قلت احتياطي).
كنت في عربية السيدات، وقاعدة بكتب مذكراتي، وبفكر ازاي ستات مصر حلوين كده، كل واحدة لها جمال مختلف تماماً عن التانية.
بس أول ما المحطة بـ يتجي كله بـ يضرب فيس الكلب عشان نقلل المعاكسات ومحدش يقول دي بـ تتلكك.

طلعت من محطة الأوبرا، ولسه بدور على تاكسي، لاقيت حد حط إيده عليا من ورا بسرعة.
بـ بُص جنبي، لاقيت راجل في الأربعينات، ومشي كأن مفيش حاجة حصلت!

بصيت له جامد عمل عبيط (ده تكنيك عشان يـ شككني في نفسي، ومش أول مرة تحصل لي).
بدأت أشتمه، ولسه هـ روحله عشان أهزقه طلع يجري.
بدأت أجري وراه بس كنت لابسة شبشب فـ سبقنى
بدأت أصرخ وأقول: " حرامي .. حرامي .. حرامي "
والسبب هو:
واحد: هو فعلاً سرق مني حاجة ملهاش تمن!
اتنين: ناس أكتر هـ تتلم عشان هـ يطمعوا في الحلاوة
تلاتة: ناس كتير مش هـ تهتم لو قلت متحرش لأنها حاجة بسيطة ومش مستهلة.

أول واحد عبَّرني كان الزبال الـلـي في الشارع
طلع يجري ورا المتحرش، وبـ يحاول يضربه بالمقشة!
ناس تانية بدأت تجري وراه لحد ما مسكناه.

الناس بتدوَّر على الحاجة الـلـي اتسرقت، فأنا بدأت أقول متحرش بدل حرامي
الناس ما بـقـيـتـش مهتمة زي الأول والعدد قل.

المهم جم أجدع اتنين عساكر، مسكوه وودوه معايا على نقطة المعلمين الـلـي جنب المحطة.
في نقطة المعلمين طلبوا البطايق
المتحرش طلع عنده ٤١ سنة، متجوز وعنده بنتين وتلت ولاد، ومن منطقة الزاوية الحمرا، والمفاجأة إنه بـ يشتغل مفتش في المترو!

قعدنا من ١٠ لحد ١٠:٤٥ مسـتـنـيـيـن البوكس يجي ياخدنا على القسم
كل ده وكل واحد عمَّال يـ تحايل عليا بالدور إني اتنازل.
ما عرفش كانوا رتبهم إيه، بس كانوا بـ يطلبوا مني إني أسامحه وانا بـ قول لهم: "ترضوا يحصل كده فى ستاتكم أو بناتكم؟"
فـ يـكـشُّـوا ويقولوا: "لأ"
"يبقى عايزين إيه مني؟"

فى نص كل ده، جاتلي واحدة ست كبيرة في السن تقول لي:
"أنتِ عارفة وانا طالعة من المحطة، دايما بـ خلي بالي
عشان الناس بـ تكون رايحة جاية
فـفـي حاجات بـ تحصل من غير قصد"
غصب عني بدأت أزعق لها، وأقول لها إن دي هي المشكلة
الستات في مصر ذكوريين، ومش عايزين ياخدوا حقهم.

بدأت أتعصب وكان واضح إنهم بـ يضيعوا وقت وخلاص
قالوا لي: "خلاص يا آنسة، البوكس مش بـ يـيـجـي فـهـ ناخد تاكسي لو ما عندكيش مشكلة"
وقَّـفـوا أول تاكسي، كنت أنا قدام والمتهم وواحد منهم، وولد كان طلع يجري ورا المتحرش وسمعه وهو بـ يتأسف وقرر إنه مش هـ يـسـيــبـنـي لوحدي.

وصلنا لنقطة الزمالك، ودخلنا على طول عند واحد واضح إنه أعلى رتبة وسألني عن الـلـي حصل فـ حكيت له.
قعد يـقول لي: "اهدي"
دخل المتحرش وسأله عن الـلـي حصل، في الأول قال من غير قصد فالرجل قال له: "ده مش في مصلحتك"
فـاعترف، واتأسف، وحاول يـ جيلي وانا قاعدة يـبوس رأسي.

دخلنا أوضة النقيب عشان نكتب المحضر
فـ أخدني برا الأول يتكلم معايا
بدأ يقول لي إني فى سن أخته، وإنه خايف على سمعتي
فطبعا انفجرت في وشه: "أكيد أنا مش غلطانة، وكده كده كله عارف إن الستات كلها متحرش بيهم"
فـ قرر إنه يجرَّب حجة تانية، فـ قال لي: "ممكن نأكـلُّـه علقتين هنا، ونعلمه الدرس، ونفرج عنه"
قلت له: "لأ، أنا مش عايزاك تمد إيدك عليه
أنا عايزة حقي بالقانون"
أخيرا دخلنا نكتب المحضر، النقيب بدأ يملِّي
وفجأة وقفوا عشان يفطروا
خلصنا الفطار، فطبعا جه ميعاد الصلاة
خلصنا الصلاة فـ يـجـيـلـي واحد تاني يتحايل عليا عشان عياله ومراته وشغله.

لتاني مرة بـ نكتب، قام النقيب قال إنه فيه غلطة فـ هنعيد للمرة التالتة! إحنا من ١١ لـ ١٫٣٠ فى الحوار ده.

آخر ما زهقت كلمت واحد صاحبي أبوه تاجر سلاح
أول ما جه، النقيب كان بـ يكتب المحضر لتالت مرة
بس فجأة خلَّص في ١٠ دقايق وده كان الساعة ٢!

أدوني ميعاد فى النيابة الساعة ٥ و٥ كنت هناك مع صديق تاني ليا
بس هما ظهروا الساعة ٦٬٣٠.
واحنا مـسـتـنـيـيـن، جالنا واحد من الـلـي كانوا جايـبـيـن المتحرش وقال لي:
"على فكرة أنا رنِّـيـتـه علقة محترمة، وهو كده إتعلم الدرس خلاص"
"أنا ما طلبتش ده، وما تعملش كده تاني لأني عايزة حقي بكل عدل"

النائب كان حاجة تانية خالص
كان متفهم جداً، وسمع أقوالي، وسألني على كل التفاصيل، وكتبها في المحضر، وبعدين دخَّل المتهم يسمع أقواله

الراجل من يوم الأربع لحد النهاردة في الحبس
حققوا معاه، وطلع مالـوش سوابق
فـبـ يـنظروا في القضية، وهـ يتعرض على المحكمة كمان ١٥ يوم.

أهل المتحرش جم تحت بيتي تاني يوم يطلبوا إني أقول إنه مش هو.
مبدئياً دي حاجة مش طبيعية إن من حق المتهم ياخد صورة من المحضر وفيها كل تفاصيل المجني عليها!
الحمد لله هـم كانوا ناس غلابة ومش بـ يهددوا ولا حاجة
فـ قولنا لهم هـ نفكر في موضوع التنازل.

أنا محتارة
أنا عارفة إنه يستاهل
بس أهلي وأصحابي خايفين عليا بما إنهم عارفين أنا ساكنة فين وبعمل إيه. ومن الناحية التانية هو مش شاب، هو واحد عنده ٤١ سنة وبـ يعول أسرة تـتكون من ٦ أفراد.
كان ممكن أتنازل من الجمعة، بس استنيت ياخد التأجيل ١٥ يوم تانـيـيـن وكده هـ يكون قضَّى ٢٠ يوم في الحبس.

احتراماً لأهلي وشوية عشان عيلته أنا هـ تنازل، على أمل إن يكون فعلا اتفضح واتعلم.
بس ده لو كان شاب أنا كنت طلعت $&54672346#$٪!

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر