مرايتي

مرايتي

يا سلام على شعرك يا بت يا سلوى، ياما كان نفسي يبان،
والناس كلها تشوف حلاوتك! بس إزاي؟
لأ الناس تقول إيه؟ عيب برضه،
وبعدين هي البنت مننا لها إيه غير سمعتها؟
ما هو أصل أنا لو نزلت كده على حل شعري من غير الحجاب ده،
صحيح هـ بقى حلوة بس مش هـ يتبصلي نفس بصة الاحترام اللي بـ يبصوهالي دلوقتى!
هههههه لو يعرفوا اللي فيها!
أصلهم زيك كده بالظبط يا مرايتي، مش شايفين غير اللي عـالوش،
وعالعموم الحمد لله على غبائك وغباؤهم،
أصلي بـ تبسط أوي لما أبص فيكي واشوف نفسي حلوة كده من برا... من عالوش،
الحمد لله إنك ما بـ تـشـوفـيـش نفسيتي وحقيقتي.

زي ما بـ تبسط لما أشوف في عيون الناس التقدير والاحترام،
أصلهم مابيشوفوش حاجة،
دماغهم بايظة خالص يا عيني،
فاكرين اللي مغطية شعرها تبقى محترمة وبنت ناس.
يعني أنا بجد ما شفتش غباء كده.
يعني البنت الكويسة هي اللي هم مش شايفين حلاوتها،
أو مش شايفينها أصلًا؟
والبنت اللي تهتم بنفسها شوية، يشوفوها بايظة، وضايعة، وأخلاقها مش مظبوطة؟

بقيت بحس إن الرجاله بـ يـبـصوا للبنت على إنها حاجة معمولة للمتعة وخلاص.
قليلين أوي اللي بـ يتعاملوا مع البنت على إنها "بني آدمة"،
ولها أحلامها، وعندها حاجات نفسها فيها،
وممكن تبقى مفيدة في أى حاجة غير متعته …
واسألني أنا بقى عن الرجالة،
ما هو أصل اللي مربى قرد بـ يعرف ألاعيبه!
كلهم عاملين زي أبويا ما بـ يفـهـمـوش، وما بـ يـحـسـوش!

لو شفتوا أبويا بـ يعاملني إزاي، وبـ يعامل إخواتى الولاد إزاي،
تقولوا ده بني آدم تاني خالص!
عمره ما كلمني كلمة حلوة، وعمره ما كان حنين عليا.
يقولي الولد هـ يبقى سند له، إنما أنا هم على قلبه.
آه والله قالها كده "انت هم على قلبي"،
ونفسه أتجوز، ويخلص مني...
وآجى أتكلم مع أمي ألاقيها زيه برضه،
أصل أمي دي زيى بالظبط، نفسها تشوف منه حنية أو كلمة حلوة،
وعلشان كده عمرها ما رضيت تزعله.
لحد ما عملها غسيل دماغ، وبقت بـ تفكر وتتصرف زيه بالظبط

ما بـقـتـش عارفة أشكي لمين،
نفسي في حد أحكي له البلاوي اللي عملتها، واللي حصلت فيا…
يمكن كمان لو كان في حد بـ يسمع ما كنتش عملت البلاوي دي.

بـ يتهيألي أول حكاية لما كان عندي 15 سنة ...
كان هو أكبر بخمس سنين، كان الكلام ده من بتاع 7 سنين،
كنت بـ شوفه كل يوم في درس الإنجليزى، يالهوي عليه، كان قمر، وطول بعرض،
وكان واد راجل راجل يعني!
كنت متأكدة إني بحبه، مع إني عمري ما كلمته قبل كده.
المهم، عملت كام حاجة من اللي كنت بـ شوفهم في الأفلام، عشان ياخد باله مني،
بس مفيش حاجة نفعت!
قمت كتبت له نمرة تليفوني في منديل، وادتهاله وانا ماشية من الدرس.
أصل كان هو اللي بـ يخرجنا ويفتحلنا الباب عشان أبوه، مستر عبده، كان راجل عجوز،
وكان بـ يمشي بالعافية... ربنا يرحمك بقى يا مستر عبده!

المهم كلمني، ورديت عليه، وكنت طايرة من الفرح!
أخيرًا في فرصة إن حد يحبني ويبقى حنين عليا...
بعد كده شكيت في حبه ليا، بس كنت مستنية وكان عندي أمل،

لحد ما جه في يوم كلمني، وقالي إن مستر عبده رجع من السفر بدري،
وإن فيه درس النهاردة...
فتحلي الباب، ودخلني، ولما عرفت إن مفيش درس جمعت الحوار،
بس كنت خايفة أمشي أحسن يزعل،
بس عمري ما هـ نسى بصته ليا!
افتكرت البصة دي بعد كده لما شُفت في التلفزيون عيل صومالي في مجاعة وهـم بـ يدوا له أكل!
المهم دخلت، قعدنا نتكلم شوية لحد ما أقنعنى ندخل أوضة النوم،
بعد ما وعدني إنه هـ يحافظ عليا بنت بنوت، وصاغ سليم ولا كأن حاجة حصلت.

اللي حصل بعد كده ما بـ فتكروش غير شوية صور،
فاكرة بصته ليا اللي كان كلها جوع، وخوف،
وكنت بـ دور على حب في عينيه وما لاقـيـتـش
فاكرة كمان إنى كنت بـ قول له "لأ بلاش"، وهو ما ردش…
وفاكرة الوجع اللي كان في كرامتي قبل جسمي،
وكلمة كفاية اللي صوتي راح من كتر ما قولتها،
وأكتر حاجة فاكراها بقى هي بصتي لنفسي في المرايا بعدها،
وانا بـ ظبط الماسكرا اللي باظت من الدموع…
ساعتها شفت بني آدمة تانية، وعرفت إن حياتي خلاص اتقلبت!

المضحك بقى إن ده كان اليوم اللي لبست فيه الحجاب،
أصلي لما روحت، أبويا ضرب معايا خناقة لرب السما علشان الحجاب،
وفضل يقولى الناس كلو وشي من شكلك كده.
تاني يوم نزلت لابسة الحجاب …
ما كانتش فارقة معايا أوي، أصلًا أيامها ما كانش فيه حاجة فارقة معايا،
كنت عايشة وخلاص، ماشية مش حاسة بحاجة، ودماغي ورمت من كتر التفكير في اللي حصلي ... وإذا كان ممكن فعلا يكون بيحبني ولا لأ!؟

المهم الموضوع ما كملش شهر، رحت له فيها البيت مرة كمان على أمل إنه يحبني،
ولما خلص قالي "دي آخر مرة هـ نشوف فيها بعض".
مش عارفة ليه ما ردتش عليه. يمكن الصدمة خلتني أسكت،
ويمكن عشان كنت حاسة إن في الآخر ده اللي هـ يحصل،
ويمكن الحزن خلاني أستسلم،
نفس الحزن اللي خلاني بعد كده بـ حاول أنساه بأي طريقة،
وأتبسط، وأعيش حياتي، وأهم حاجة إني ألاقى حد يحبني،
والاقي حد يخاف عليا وياخد باله مني،

فما كـنـتـش بـ قول لأ لأى حد عاوزني، أهو يمكن ده يخليه يحبني...
بس أنا والله عمري ما بـ تبسط،
وكل ما كنت أبص في عنيهم كنت بـ شوف جوع،
عمري ما شفت حب، مع إنى أكتر واحدة محتاجاه.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر