ست فاضلة متحررة

أنا ست عندي 30 سنة، متجوزة، والحمد لله بحب جوزي
وعايشة، ومتعايشة
بس مغلولة، ومش مرتاحة
عارفين ليه؟

القصة دي ابتدت من ييجي عشرين سنة.
لما كان عندي 10 سنين، كنت بحب ألعب كورة أوي
كل يوم أخويا الـلـي أصغر مني بتلات سنين
كان ينزل يلعب كورة مع أولاد الجيران في جنينة العمارة
وكل يوم كنت بـ تحايل على ماما أنزل معاه
والرد كان بـ يبقى: "أنت بنتِ، أخاف عليكي في الشارع لوحدك"
وردي كان دايمًا بـ يبقى: "بس ده مش الشارع، دي جنينة العمارة
وانا مش لوحدي، أخويا وبقية العيال معايا".
"ما يصحش تلعبي كورة، أنتِ بنت
الجيران يقولوا عليكي إيه؟
انسي الكورة بتاعتك دي، وتعالي معايا المطبخ اتعلمي لك حاجة".

وتعدي الأيام، وانسى الكورة وسنين الكورة
وكتمت الغيرة، أيوا الغيرة،
اشمعني أخويا يعمل كل حاجة بـ يحبها؟
وانا فرض عليا أخش المطبخ مع ماما، وانا أصلًا ما بـ طـيـقـش المطبخ؟
طبعًا عارفين المقولة المشهورة الـلـي ماشية في البلد
"عشان أنتِ بنت، وهو راجل"
حتى لو الراجل ده عيل سنًا وموضوعًا.

ولما كبرنا وبقينا في ثانوي، أخويا وكل الولاد صاحبوا وحبوا بنات.
رحت لماما مرة - وهي المرة الوحيدة! - أقولها إن فيه ولد معجب بيا.
اتشنجت جدا وقالت لى: "أخوكى يصاحب هو ما عندوش سمعة! انت بنت ومالكيش غير سمعتك
إياكى تدى أى ولد ريق حلو أحسن عمرك ما هـ تتجوزى ويبقالك بيت".

سبحان الله يا ناس يعني هو كان بـ يصاحب أنثي الخروف؟
مش دول كلهم بنات برضه وبنات ناس وعندهم سمعة؟!

أنا اتجوزت جوازة صالونات. وبحب جوزي، أو بمعني أصح حبيته مع الوقت.
مغلولة ليه أنا ومش مرتاحة؟
أصلي كنت موهومة إن الفرج جالي من عند ربنا،
وان ابن الحلال أكيد هـ يقدر التربية الصارمة دي وهـ يعيشني حياتي ...
بس الجواز زود القيود، وزود إحساسي بالعجز.
لو غضبت لازم أسكت واعدي،
بس هو يزعق لو قرفان، وانا أسكت برضه و... أعدي.
لو نفسى أخرج أشم نفسى لازم أرجع البيت بدري مهمااااااا حصل.
بس هو ممكن يرجع الساعة 3 الفجر. معلش. أصل القعدة أخدته شوية!
وغيره وغيره وغيره ... وغيره.

مش أنا بس اللي كده، فيه ملايين كده ستات مصرية، زهقوا من الخنقة والعيب،
اللي هو أصلا مش عيب ومش مضر وما يزعلش ربنا.
زهقوا من دور الست المغلوبة علي أمرها،
اللى لازم تحافظ علي بيتها مهما كان التمن، ومهما طفح بيها الكيل.
زهقوا من التمييز والتفرقة اللي مالهاش معني،
ومن المجتمع الذكوري اللي بـ يحركه كبرياء الرجل وأنانيته.

الحدوتة دى ملهاش نهاية. دى يوميات الست المصرية، ربة الأسرة "الفاضلة".
على فكرة أنا كتبت الكلام ده من ورا جوزى وأهلى، وحتى صحباتي،
أحسن يقولوا عليا اتجننت أو زودتها حبتين.
السؤال بقي: هو فيه حل للمشكلة دي؟
تعرفوا واحدة مصرية، ست بيت، فاضلة،
عرفت تتحرر من القيود دي وفضلت فاضلة، ومحافظة علي بيتها؟
حد يوصلني بيها لأجل النبي (ص)

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر