كنت 14 سنة في إعدادي، فترة مراهقة، وبـ فكر بعواطفي أوي
أول شخص عجبني اتكلمت معاه، واتعرفت عليه
كانت أسعد لحظات حياتي هي الساعة الـلـي بـ سرقها قبل الدرس، أو بعده عشان أقف أتكلم معاه.
كنت أنا البنت الصغيرة في البيت
وعلى طول شايـفـيـنـي صغيرة، وما كانش فيه صراحة كافية تسمح لي أحكي
وتربيتي كانت مقفولة، فكنت مبسوطة إني بـ عمل حاجة من وراهم
وقادرة أحقق نفسي، ويكون لي حياة
واطبَّق الـلـي بـ شوفه في الأفلام الأبيض والأسود القديمة.
البنت في السن ده بـ تفكر بعواطفها بس، وما عندهاش القدرة تفكر في المستقبل بعقل
ما فكرتش في إن الولد والبنت بـ يـتـغـيـروا بعد كده
كنت شايلة ده من كل حساباتي واعتباراتي
لكن إحنا مش مؤهلين نقرر نكمل مع حد في السن ده.
وقدام شوية لما دخلت كلية وفكرت، لاقـيـتـنـي بـ قول لنفسي:
"طب أنا عرفت الشخص ده، ما يـنـفـعـش أسيبه
عشان ما يـ نـفـعـش يبقى في أكتر من حد في حياتي، هـ بقى بنت مش كويسة
خلاص هو ده الـلـي أنا حبيته، يبقى هو ده الـلـي أتجوزه،
لو سـيـبـتـه سمعتي هـ تبوظ".
ما كـنـتش قادرة أشوف أي راجل تاني
مهما عدى علينا من خلافات
حصرت نفسي وتفكيري في الإطار ده
لما واحدة في سني وقتها، دلوقتي بـ تيجي تـسألنى، بقول لها:
"استني، قرري لما تكبري شوية
ما تُحصريش نفسك
قدام شوية هـ تبقي أنضج، وحياتِك هـ تختلف كتير
وانا في نفس سنك، كنت حاسة إن بالحب هـ عمل الـلـي ما اتعملش
هـ عمل أي حاجة وكل حاجة، وهـ غيَّر الكون … بس اتثبت لي العكس
الاختيار العقلاني مهم أوي، وده مش هـ يحصل غير لو أنتِ ناضجة
اصبري على نفسِك شوية
التربية المقفولة خلتني أبقى عايشة خايفة ومُقيدة
حياتي كان ممكن تبقي مختلفة، حياتِك ممكن تكون مختلفة".