اتعرفت عليه عن طريق جوز أختي،
أول ما عرفته، كان لطيف جدًا معايا، حبينا بعض بسرعة أوي.
هو كان في الجيش، ووعدني إنه يخطبني أول ما يخلص،
وفعلاً، خلَّص، واتخطبنا، واتجوزنا بعدها بسنة.
أنا كنت شخصية ضعيفة، وممكن يـ تسيطر عليها بسهولة، ما بـ تعرفش تاخد حقها،
وهو مش سهل؛ دماغه سم، يقدر يقلب الترابيزة لصالحه في ثواني، وشاطر أوي في الكلام.
طبعًا كنا كل ما نـتخانق، كان بـ يقنعني إن أنا الـلـي غلطانة مية في المية،
وكنت بـ شوف بوادر عنف فيه مع الـلـي حواليه، عصبية، وشتيمة.
بس كنت بـ حط له مية عذر لإني ماليش خبرة أوي، واتربيت في بيت هادي،
وما شوفتش الكلام ده قبل كده.
مخي ما جابش إن فيه حاجة اسمها عنف موجودة.
المهم اتجوزنا..
أول شهر كان كله تمام،
بدأت الخناقات -أو رجعت تستمر- من تاني شهر حملت.
أول مرة مد إيده عليا كنت لسه عارفة إني حامل يومها،
اتخانق معايا عشان كان صاحبه ومراته جايين يـ تعشوا معانا، وحمَّرت الممبار بعد البانيه،
جابني من شعري لحد البوتاجاز، وقالي إنه هـ يولع فيا عشان يخلص مني،
سِكِت عشان كنت حامل، واتصالحنا.
ضربني بالظبط تلات مرات خلال فترة جوازنا، ده غير الشتايم.
مشكلتي معاه مش الأذى البدني بس، على قد ما هو الأذى اللفظي والمعنوي،
والقدرة على إنه يـ طلَّعني غلطانة،
والسبب في كل البلاوي الـلـي هو فيها -الـلـي ما أعرفش هي إيه بالظبط-.
الأذى النفسي….
إنسان غير راضي تمامًا، مفيش حاجة بـ تعجبه، حتى لو قال عكس كده،
لازم تلاقي نظرة عدم رضا في النص، تلقيح بالكلام،
ومحاضرات طويلة بإني لازم أتغير، وإنه حاسس معايا إنه راجل عجوز،
على طول كان بـ يحسسني إنه بـ يفضل عليا عشان بـ يصرف عليا.
عمري ما حسيت إني في بيتي، دايمًا خايفة أكسر حاجة، أو أبوَّظ حاجة،
آه بالمناسبة، البيت ما كانش فيه غير أوضة نوم، وأنتريه ....
بيَّعني عربيتي عشان أجيب الفلوس، وافتح له محل يصرف على البيت منه.
رضيت إني أتنازل، واعيش في مستوى أقل بكتير، واساعد كمان، ودي غلطتي؛
سمحنا له دخل بحماره.
عدى تلات سنين بِعِدنا فيهم أوي، وهو كان بـ يقولي من أول ما اتجوزنا:
"هـ نتطلق لو فضلتي كده"، كده الـلـي هو إيه؟ ما أعرفش.
قلبي كان بـ يقول لي إنه بـ يخونِّي؛ إحساس الست، وشوية مؤشرات في علاقتنا.
أنا جبت آخري، واكتئبت، وخلاص حسيت إني مدفونة بالحياة،
وهو بقى بـ يغيب كتير عن البيت، ويرجع عالنوم،
ما بقاش ينام جنبي، ولا يلمسني، وبقى بـ ينام عالكنبة،
وكل شوية يهددني بالطلاق، وبإنه هـ يتجوز عليا لو ما اتعدلتش.
في يوم اتخانقنا بسبب تافه، وروحنا عند أهله متخانقين،
قالي قدامهم إنه هـ يتجوز عليا، وخيَّرني إني أفضل معاه أو أسيبه،
ما عرفتش أرد، وقلت له بعد ما روَّحنا: "تعالى ناخد بريك".
كنا مروحين بيت بابا، أنا بابايا ومامتي متوفيين وكنا قاعدين لوحدنا أنا وهو،
لميت له هدومه، وصحي تاني يوم روَّح بيتنا، وانا فضلت في بيت بابا.
أول ما نزل من البيت، حسيت كأن فيه طوبة وانزاحت،
قعدت كام يوم قلبي واجعني، بس مرتاحة أوي، نَفَسه تقيل في البيت.
قولت ما بدهاش، أنا عايزة أتطلق، طلبت الطلاق، وأخدت القرار،
وهو مش مصدق إزاي ما روحتش بوست رجليه، واتـرجـيـتـه زي زمان، ومُصرة عالطلاق.
نزلت اشتغلت عشان أئمن نفسي وابني؛
ما صرفش مليم من ساعة ما مشي، كأنه ما صدق.
بدأت أهتم بنفسي تاني، وخسيت، واحلويت،
كل ده وهو لسه ما طـلـقـش، ومحاولات إنه يرجع، وانا مُصرة عالطلاق.
لحد ما في يوم قالي إنه اتجوز، وخلف بعدها على طول، برضه ما طـلـقـنـيـش،
اعترف لي إنه كان يعرفها، واتجوزها عشان كانت حامل.
إحساسي كان صح.
طلب أسامحه، طبعًا رفضت.
في نص ما كان بـ يطلب إني أسامحه كان بـ يحملني مسئولية غلطه،
ويقول لي إن أنا السبب في كل ده؛
بـ يحاول يقلب الترابيزة كعادته، ويعلق أخطاؤه على شماعة الغير.
حاول يرَّجعني بالإرهاب وبالمسايسة، برضه صممت عالطلاق،
هددني كتير، وشتمني كتير، مد إيده عليا في الشارع، وقلَّعني حجابي،
ومرة قطَّع لي هدومي، وانا برضه مُصرة عالطلاق.
بطلت أخاف وقويت.
ربنا هداه بعد ما حد كبير اتدخل وطلقني.
أنا دلوقتي عايشة مع ابني، وبـ جهِّز شقتي الخاصة بيا،
ربنا كرمني في شغلي، وبقى معايا دخل معقول،
اتغيرت تمامًا، بقيت واحدة تانية أحسن وأقوى،
واتعلمت أقول لأ لأي حاجة مش عايزاها،
اتحولت من واحدة ضعيفة ومكسورة، لواحدة قوية، وهو الـلـي بقى يعمل لي حساب.
آه بالمناسبة، كان بـ يعايرني إني يتيمة،
ومرة قال لي:
"إلا ما لاقيت راجل في عيلتك يقول لي أنت بـ تعمل فيها كده ليه؟"