عمي والراهب

جه الوقت الـلـي أشارك فيه قصتي معاكوا،
ورغم إن دي مش أول مرة أحكي القصة دي لحد،
ما كانش سهل إني أقنع نفسي بإني أقعد واكتبها؛
يمكن لأن الاحتفاظ بنسخة مكتوبة لحاجة بـ يديها درجة من الأهمية،
أو يمكن لأني خايفة إن ممكن حد يعرفني، أو يعرف إني كتبت عنه،
أو يميز المكان الـلـي هـ حكي عنه، أو يمكن بخاف حد يفهمني غلط تمامًا،
خصوصًا إني مش هـ كون موجودة ساعتها عشان أصحح له ده، أو أفهمه الـلـي حصل بالظبط.

أنا بكره إني أبان قدام حد ضعيفة،
حتى لو كنت عارفة من جوايا إن المساحة دي المفروض إنها مساحة آمنة، ومطمئنة، وتمكينية.
أنا حسيت بده قبل كده، وسيبت نفسي، وثقت في ناس كنت متصورة إني طبيعي أثق فيهم،
أولهم كان عمي -وده الجزء المضحك من الحكاية- وبعدين راهب.
دلوقتي مش قادرة أسيطر على إحساسي إني المفروض ما أثقش في حد تاني؛
ليه تسمح لحد إنه يخدعك بالشكل ده؟

في غيري مروا بحاجات صعبة أوي،
وده بـ يحسسني إني هبلة عشان شايفة إن قصتي تستحق المشاركة.
أحيانًا بـ فكر إني مش المفروض أحس إني متأثرة بالشكل ده،
وإني ما اتعرضتش للانتهاك بالشكل الـلـي أنا فاكراه، أصلي ما اتعرضتش لـعنف فعلي،
ولا حد فيهم مد إيديه تحت هدومي. اتمدت بس لأماكن مش المفروض إنها تلمسها؛ زي صدري.

فاكرة صوت نَفَسه جنب وداني، ودراعاته وهي حواليا،
كان ممكن يبان لأي حد معدي إن ده مجرد واحد بـ يعبر عن حبه مش أكتر.
بس بعدين لاقيت إيديه بـ تــحـسـس علي كل حتة في جسمي، ما قاومتش.
إزاي أقدر أقاوم؟ أنا ما كنتش حاسة بنفسي ولا بإيدي.
فضلت مستنية الأسانسير يتحرك.

ما زعلتش لما عمي مات السنة الـلـي فاتت،
أول حاجة جت في دماغي إنه مش هـ يقدر يؤذي حد تاني.
أنا ما كنتش أول واحدة يئذيها، اتعدى على واحدة كانت بـ تشتغل عند عيلتنا قبل كده،
وأكيد كان فيه ستات غيرها كمان. سُمعته كانت سابقاه
سُمعته الـلـي عيلتي خبوها عني، كانت سر من الأسرار الـلـي كل الناس عارفاها،
بس محدش يجرؤ يتكلم عنها.
أنا ما كنتش أعرف، ويمكن لو كنت عارفة ما كنتش اتشليت بالشكل ده في الأسانسير يوميها.

احتجت سنين عشان أبطل أبعد نفسي عن صحابي الولاد،
أو عشان أحضن قرايبي الرجالة تاني، حتى أبويا.
احتجت سنين عشان جسمي يبطل يتشل حركته تمامًا لو أي حد حضنني من ضهري.
ولما قدرت إني أثق أخيرًا في حد تاني، اتضحك عليه تاني من راهب.
إمتى تقرري تشككي في نوايا راهب بـ يقول لك:
"تعالي يا بنت اقعدي على حجري؟"
إزاي تفرقي بين بوسة أبوية على الجبين وتانية لا؟
أو لما البوسة تتنقل لأجزاء تانية من وشك؟
لما يبدأ يفتح بقه وهو بـ يحاول يبوسك؟ لما إيديه تتحرك من فوق كتافك لتحتهم؟
لما يبدأ يقفل عينيه؟ أو لما يحاول يقعدك بالعافية ويقيدك بدراعاته وأنتِ بـ تحاولي تمشي؟
مش عارفة ...

ما عُدتش بكره حد منهم، لكن لسه بكره نفسي عشان وثقت فيهم؛
عشان سمحت لهم يخدعوني.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر