حتة القماشة اللى على رأسى

كل الناس شايفين إن حتة القماشة دى مش بس بـ تغطى رأسى بس، لكن مخى كمان وبــ تأثر على وظايفه. كل مرة أمشى أو أتكلم فيها يتقال لى: "يا شيخة عيب على حجابك"، ودايماً متوقعين منى إنى أتصرف زى الراهبة، وطبعا أدافع عن الحجاب وتصرفات كل أنثى محجبة.
كنت مع بابا بـنتفرج على محل، من كام سنة، لما قابلنا واحد صاحبه.
"الأمورة بقت في سنة كام؟؟"
"في كلية إعلام" بابا قال له
"بس انت محجبة! ليه ما دخلتيس زراعة ولا تربية؟؟ حاجة سهلة عليكى يا حبيبتى علشان ما تتعبيش، إعلام مش لكى"
ما قدرتش أمسك نفسي فسألته: "ليه يا أنوكل!"
واضطريت أسمع "أونكل" بـ يتكلم عن أهمية إن البنات المحجبات يختاروا حياة هادية، ومنعزلة، ويختاروا مجالات مش بـ تطلب ناس presentable، وعلي فكرة الكلمة دى معناها مظهر مشرف، يعنى أنا بحتة القماشة دى مظهرى غير مشرف... آه وطبعا مجالات مش بـ تتطلب أى مجهود ولا بدنى ولا عقلى.
بعدها كنت سايقة العربية على الكورنيش وفجأة واحد كسر عليا، وطير لي المرايا اللى على الشمال. وقفت العربية، ونزلت، وبمنتهى الهدوء طلبت منه يدفع ثمنها، لكن لقيته بـيقول لى: "دى مش قصة يعنى، دى لا مؤاخذة مجرد حتة مرايا ... وبعدين مش المفروض تتخانقى معايا كده انت محجبة!".
إيه علاقة حجابى بالموضوع؟ أنا مش عارفة!
المهم استنيت الراجل يجيب الفلوس، وبعد أكتر من ساعة لما مجاش رحت عند عربيته، وخلعت المرايا بتاعته، وسبت له ورقة مكتوب فيها إنه ما ينفعش يعمل كده ويمشي سواء أنا كنت محجبة أو قارعة أو ماشية ملط في الشارع!
أنا اخترت ألبس الحجاب لكن ده مش معناه إني اخترت أكون بضاعة غالية في فاترينة محل، والناس تعدى تمدح فيا، لكن ما تقربليش. أنا بنى آدمة والحجاب مش بـيحطنى في مكانة أعلى. أنا بـ اكره حد يقول لي "يا غلبانة" وبـ اكره حد يقول لي "يا محترمة"! الحجاب مش بـيخلينى بالضرورة أحسن من أى بنت تانية مش محجبة.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر