حمادة

أنا هـ حكي ليكم حكاية ظريفة جدًا عن التحرش
أو بلاش أقول تحرش، هـ سميها زي ما الناس سمتها "ده حمادة بـ يحبك يا فوزية".

قصة حمادة بدأت لما روحت اشتغل في جامعة محترمة، في برنامج زمالة
كنا 6 بنات، وولدين، بـ ندرس تنمية المجتمع
المهم عرفت حمادة
الـلـي ما تـجـمـعـنـيـش بيه أي صلة غير إنه زميل عمل.

وبحكم إن إحنا كنا طول الوقت في تدريب، أو ورش عمل
حمادة كان طول الوقت معايا
وبعد ما خلصت فترة التدريب والورش
ما بـقـيـتش بـ شوف حمادة كتير
بس المجموعة كلها كانت بـ تتواصل عن طريق فيسبوك أو التليفونات.

وفي يوم، لاقيت حمادة باعت لي رسالة على تليفوني
"وحشتيني"
ولأني مش متعودة منه على طريقة الكلام دى
رديت عليه ب "؟".

وبعدها ابتدت الرسايل
الأستاذ حمادة كان بـ يـتـنـحـنـح
وبما إني قابلت مواقف كتير زي كده، فأنا بقيت أرد مرة وعشرة لا.

لحد ما في يوم، حمادة بعت لي رسالة:
"أنا نفسي نخرج مع بعض، وانام على كتفك"
فأنا رديت برسالة: "ياريت بلاش الكلام ده في الشغل"
وبعدها سكت حمادة، وانا اعتبرت الموضوع حوار وخلص.

لكن حمادة بعت رسالة تانية
بـ يقول لي فيها: "أنا خدام رجليكي"
لحد هنا، وانا جبت أخري
قررت إني آخد موقف، بعت له رسالة
"يا ريت تستخدم لغة أنضف، وأرقى من كده
ويا ريت تـبطل كلام".

وبما إني ده أول موقف أتعرض له في مكان عمل
فأنا سألت المديرة بتاعتي:
"هو أنا لما أتعرض لمضايقة من زميل ليا في الشغل
المفروض أعمل إيه؟"
سألتني عن التفاصيل، فـحكيت لها حكاية حمادة،
فـقررت مديرتي شين إنها تصعَّد الموضوع لمديرة البرنامج نون.
حاولت أفهمها إني ما بحبش المشاكل
ومش عايزة أعمل شوشرة لحد، صممت
وقالت: "أنا قولت لنون خلاص
لو ما حضرتيش، وجبتي معاكي تليفونك، وعليه الرسايل
أنتِ الـلـي هـ تكوني في موقف وحش".

اترددت في الأول، بس قلت بما إنهم ناس مهنيين
وبـ يدعموا الناس في حقوقهم، فأنا هـ روح الاجتماع الـلـي عملوه
وحضرت الاجتماع مع شين ونون
وبما إن نون مش مصرية، فشين كانت بـ تشرح لها
إذا كانت الرسايل عادي أو مش عادي بالنسبة للمجتمع.

وبعد ما حكيت الحكاية كلها
اتفاجئت بشين بـ تقول:
"أصل الرسايل مش بـ نبقى قصدنا بيها الكلام الـلـي فيها،
يعني لما يقول لك أنام على كتفك، جايز يكون قصده بـ يعزك
و الكيسينج فيسيس عادي، مش قاصده حاجة"
وردت نون: "أنا الـلـي فهمته إن حمادة ما كانش قصده يتحرش بيكي
أصل يتحرش ده اتهام كبير
أنا بـ يتهيألي إنه كان بـ يغريكي
عادي يعني، أنتِ في سن عادي إن الـلـي حواليكي يكونوا بـ يغروكي
ده مش تحرش، ده معناه إنه بـ يحبك".

"أيوا، بس أنا بـ تكلم إن إحنا في شغل"
نون: "عادي"
شين: "أصل الكلام مش بـ يدل على إنه بـ يتحرش بيكي"
نون -بعد ما بصت للإيشارب الـلـي أنا لابساه-:
"جايز تكوني من خلفية محافظة، أو متشددة
فعشان كده شفتي كلام عادي إنه تحرش
يا فوزية عادي لما حد يقول لك إنه معجب بيكي
أو يبعت لك رسالة كده".

الصراحة مش فاكرة الكلام الـلـي اتقال بعدها
كل الـلـي أنا فاكراه، إني حسيت لأول مرة بالقهر
قهر إن بدل ما تتقدم لي مساعدة، علشان أنسى إن حد تعدى عليا بالكلام
اتقال لي إني المفروض أبقى عادي، واطنش، واكبر
قهر لأنهم قرروا إني معقدة، ومتشددة
لمجرد إني بكل إرادتي اخترت شكل لبسي
قهر إن حتى كلامي لهم ما بـ يـتـسـمـعـش
كأنهم رتبوا الكلام علشان يقنعوني إني غلطانة.

نفسي الزمن يرجع بيا للجلسة دي
علشان أقول لشين: "لا، الكلام مش عادي
ومن حقي كإنسانة إني أتعامل باحترام،
ووجود بيئة عمل معناها وجود حد أدنى لأداب الحوار"
نفسي أرجع، وأقول لنون: "عيب إنك تبرري سلوك تحرش
بإنك تقولي إن البنت مش متقبلة الكلام علشان متشددة
وأصل كونها تقبل، أو ترفض، ده حقها".

أنا فضلت 4 شهور عندي اكتئاب بسبب الـلـي حصل
وكل ما أفتكر الموقف، ما بـ يـجـيـش في دماغي غير إني اتخيلها
وهي بـ تقول جملة فؤاد المهندس الشهيرة: "كنتي سيبيه يمسكها يا فوزية".

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر