بابايا وباقي عيلتي -عماتي، وعمامي، وولادهم- دايمًا بـ يسألوني:
"هـ تكملي نص دينك إمتى؟"
ولو كنا في فرح، دايمًا بـ يقولوا لي: "عقبالك".
المضحك إن بابا عايزني أتجوز، ويشوفني مستقرة في بيت العدل بمجرد ما اتخرج.
والمضحك كمان إنه بـ يتضايق عشان بـ خرج كتير.
اتعلمت أحبه مع الوقت،
وانا بـ شوفه بـ يكبر قدامي،
وبـ يتعلم الكلام،
وبـ يتحول لشخص عنيد،
وذكي، وفنان، ودمه خفيف.
الضغوط الاجتماعية، العلاقات العاطفية، الأمومة
هكذا وجدت نفسي أنسى الموسيقى، والكلمات الفيروزية المنسابة من سماعات الموبايل
وأتناسى الكتاب الذي بين يدي، وأتناسى رغبتي في تحسين لغتي الإنجليزية
وأُطيل النظر في وجهها، رباه
كم أن هذا الوجه البرىء الملائكي رائع
أطلت ربما النظر لأكثر من خمسة دقائق، بدأت بعدها في التفكير، كيف سأكلمها؟
وخرجنا للفراندة لنراقب شمس الشتاء،
وهي تعافر في السحب الكثيفة
جلسنا على المرجيحة التي طالما طارت بضحكاتنا ونحن صغار
وها هي تتحملنا ونحن كبار
لم تتكلم إحدانا، واكتفينا بالهز البسيط للأرجوحة،
وشرب الكاكاو في صمت.
كان ممكن أقول لخالتي إني فقست الموضوع وانسحب
بس كنت عايزة لآخر مرة أسد الباب على كل العرسان المستقبلية
فـرحت النادي وشفت خالتي وطنط هدى والعريس
طويل ولابس بنطلون قطيفة، ونضارة، وحاطط وشه في الأرض.
العلاقات العاطفية، جواز الصالونات، الزواج، الضغوط الاجتماعية
أبدأ في الحياكة.
الإبرتان جديدتان لم تتعود عليهما يداي بعد.
أنحيك عن ذهني تمامًا.
أبدأ في لف الخيط حول الإبرة لأبدأ أول غرزة، الثانية، الثالثة.
أزهو بنفسي لأنني وصلت للغرزة الثالثة بدون التفكير فيك تمامًا.