ستستقبلك بابتسامة واسعة: "شعر ولا دقن؟"
ثم تنفجر ضاحكة: "ما هو إحنا حلاقين برضه، بس حلاقين حريمي"
في الغالب ستبدأ معرفتك بهيام بتلك الطريقة، طريقة شعر ولا دقن
وهي لن تهتم إذا كانت تلك هي مرتكم الأولى أو المائة للتقابل
فإذا كنتِ آنسة، ستقول لكِ: "أزوقك يوم فرحك يا رب"
وإذا كنتِ متزوجة، ستدعو لك ولابنتك: "أزوقهالِك يوم فرحها يا رب"
و إذا كنت مطلقة، فهي قطعًا ستحاول إصلاح ذات البين.
تتعودين عليها، ثم لا يمكنك الاستغناء عنها
"عارفة، أصل أنا ما ينفعش أشتكي
هو كمان تعبان، وطلعان دينه هناك
فلو أنا اتكلمت، هـ تبقى لا مؤاخذة مرقعة"
تحدثني عن زوجها الذي يعمل في الكويت
هي في حدود السابعة أو الثامنة والعشرين
تزوجت منذ عام، ولكنها لم تر خلالها زوجها إلا في الشهر الأول لارتباطه بعقد العمل.
"عارفة، أنا أكتر حاجة بحبها في الشغلانة دي إيه؟
العرايس الـلـي بـ زوقهم
مش عشان يقولوا بصوا هيام عملت إيه؟
ولا بصوا شغل هيام مفيش زيه،
بس أما عريسها يبصلها، ويحس إنها حلوة أوي
أنا قلبي يبقى هـ ينط من صدري كده من الفرحة".
في الغالب أيضًا ستدخل المحل لتجد خناقة لرب السما بينها وبين صاحبة المحل
"وحياة أمي لاسيبها لها مخضرة،
هي فاكرة نفسها إيه؟"
مع الرد المعتاد لمدام صفية، صاحبة المحل: "الباب يـ فوِّت جمل
كل واحد ينام على الجنب الـلـي يريحه"
لكنني أؤكد لك أنك إذا زرتهما في اليوم التالي مبكرًا قبل مجيء الزبائن
ستجدهما جالستان على مكتب مدام صفية، تتهامسان،
ثم فجأة تنفجران في الضحك وسط دخان سجائرهما
إذا دخلت في تلك اللحظة، ستدعوك هيام:
"تعالي يا نونو، بـ نقول نكت قبيحة"
ثم انفجار ثانٍ في الضحك.
أما في الأيام الغائمة، ففي الغالب ستجدهما جالستان على نفس المكتب،
وأيضًا وسط دخان السجائر وبعيون شاردة، تتحدثان عن حال الدنيا
وفي الغالب ستنهيان كلامهما بـ :
"يا أختي بلا هم، لا الـلـي اتجوزت مرتاحة
ولا الـلـي اتطلقت مرتاحة"
ثم تقوم هيام لتكنس لا شيء من على الأرض
و تشرد مدام صفية في دخان سجائرها.
تحكي لي، وفي يدها مجفف الشعر، وباليد الأخرى الفرشاة:
"لأ، بس أنا ما سكـتـش لابن الكلب ده
أول ما حسيت إنه ابتدا يقل أدبه، روحت مدية له على وشه
ولميت الناس في الميكروباص على أمه
كان فاكرني هـ سكت له ابن الـ… ".
تخبرك بكل هذا ضاحكة، ثم تقول لمدام صفية:
"أنا هـ روَّح النهاردة بدري، محمد هـ يكلمني أصله"
ثم همهمة من مدام صفية تعني الموافقة
ثم تستدير لي لتكمل: "هو أنا ما قولـتـلـكـيـش؟
أصلي بـ روح نت كافيه عشان نـشوف بعض صوت وصورة
هو قال لي إنه أما يـيجي المرة اللي جاية هـ يشتري لي كمبيوتر بكاميرا
عشان نـبقى نـتكلم براحتنا وهو مسافر
بس أنا قلت له نـشيل الفلوس لحاجة أحسن
المهم… ".
ستخبرك عن أحلامها الصغيرة وهي تزجج لإحدى الزبونات حاجبها:
"أهو أنا بـ حوِّش دلوقتي عشان أرجعه بسرعة
يعني اتنين أحسن من واحد برضه
وأما يرجع، ويبقى لنا شقة لوحدنا
هو بـ يقول عايز يـقعدني في البيت"
وتعلو بصوتها في الجزء الأخير لتسمعها مدام صفية
والتي ترد بدورها: "لا والنبي؟"، فتخرج الأخرى لسانها، وتقول:
"لأ، بس أنا قولت له أنا ما أقدرش أستغنى عن صفصف حبيبتي".
وعندما تعرفها جيدًا، لن يكون غريبًا أن تدخل المحل يومًا لتجدها واقفة في منتصفه
وبيدها مجفف الشعر، وباليد الأخرى سيجارة، وهي ترقص على إحدى أغنيات إذاعة الأغاني
وإذا نظرت لعينيها، ربما تلمح احمرارًا
فتمسحها مسرعة: "هي السجاير، يقطعها".
تلك هي هيام "الكوافيرة"
بـ تزوق العرايس، وتروّح في الميكروباص
بـ تشرب سجاير من ورا أبوها
وتـسب دين للي يقل أدبه
بـ تنام في أوضة واحدة مع أربع أخوات، وتحوش عشان تساعد جوزها
بـ تضحك دايمًا، واما تدمَّع تلعن أبو خاش السجاير.
ملعون أبو السجاير يا هيام.