عذراً...
لكن بعد سماعي لتلك الأغنية التي أردتني أن أستمع إليها،
والتي كنت قد سمعتها بالفعل مئات المرات من قبل،
كان يجب عليّ أن أعترف.
فلا هواياتي صغيرة، ولا اهتماماتي صغيرة،
ولا أرغب فعلًا في أن تكون كذلك.
تمامًا كما لا أريدك أن تعتقد أنها كذلك،
بل على العكس، يصيبني طموحي الجامح بالرعب أحيانًا،
وهذا الطموح لا يتلخص في أن أمشي
في لحظة رومانسية حالمة، تحت المطر، مع أي مخلوق كان.
فأنا أعتقد أنني إذا رغبت يومًا ما في المشي تحت المطر،
فسوف أفعل ذلك بمفردي...
فتلك اللحظات الروحانية الجميلة لا تحتمل المشاركة.
السبب الذي تريد من أجله الشاعرة ترك حياتها الحافلة،
والاهتمام بأشياء بسيطة غير واضح لديّ الآن،
لكنني متأكدة الآن من أنني لا أريد أن يفترض جميع من حولي أن هواياتي بسيطة،
واهتماماتي بسيطة لمجرد أنني أنثي،
أو لأن مظهري البريء قد يوحي بذلك!
ربما يفيدك أيضاً بعض الشيء أن تعرف أن ما يجذبني إلي الرجل،
هو نفسه ما يجعل الرجل ينجذب إلي المرأة كالصفات الأنثوية "مثل الرقة، والخجل، والتردد"،
فكلما ابتعد الرجل عن الصفات الذكورية المتعفنة التي أفسدت الطبيعة،
كلما زادت فرصة انجذابي إليه،
مع اختلاف واحد - ربما يبرر لماذا يمكن تصنيفي كأنثي- هو أنني أفضل الرجل الذكي،
كما أميل دائمًا إلى من هو أذكى مني.
ففي اللحظة التي أكتشف فيها أن من أمامي أقل ذكاءً ولو بدرجة بسيطة، ينهار كل شيء!
على عكس الرجل الذي يفضل دائما الأنثى الغبية الجميلة،
أو الطموحة شديدة الذكاء، على أن تكون أقل طموحًا، وذكاءً،
بمقدار يتيح له السيطرة عليها وإرضاء غروره.
ربما أردت أيضًا أن تعرف تشريح عقلي الذي أوصلني إلى تلك الحالة الميئوس منها...
ينقسم عقلي كباقي البشر إلي مُخيخ أيمن، ومُخيخ أيسر.
يحتوي المُخيخ الأيمن على جميع الوظائف الطبيعية التي يحتاجها البشر.
أما المُخيخ الأيسر، فيحمل مجموعة لا بأس بها من الاعتراضات والاحتقارات،
أهمها احتقاري للحكومة المصرية والإخوان المسلمين، ولعالم الرجال الذكوري العفن!
ومع ذلك، فأنا في انتظار المزيد من الأغاني، التي ربما تكون أفضل حالاً في المرة القادمة!