أنا مش جميلة، ومش مُـزة، ومش حبيبتك،
ومش سويت هارت، ولا "يور بيبي"،
أنا واحدة عايزة تشوف شغلها.
كنت لسه جديدة في الشغل، وطبيعة شغلي إني بـ كلم عملاء كتير.
أول ما ابتديت، كنت بـ كلم العملاء بطريقة بروفيشنال جدًا، وحضرتك، ومستر،
لاقيتهم بـ يردوا عليا بـ "حاضر يا جميلة"، و"أيوا يا حبيبتي".
بصراحة استغربت.
بس كنت فاكرة إن يمكن أنا بس وقعت في واحد ولا اتنين روحهم حلوة شوية،
بس مع الوقت اكتشفت إن ده الطبيعي.
كل العملاء كده، سواء بـ كلم راجل كبير، أو شاب صغير، أو مدير، أو واحد بـ يتدرب.
الكل بـ يتكلم بطريقة فليرتي جدًا، وفيها دلع معايا،
وكل ده في التليفون يعني، ما شافـنـيـش، وما يعرفش إذا كنت حلوة ولا وحشة،
كبيرة ولا صغيرة، ولا أي حاجة. المكالمة ما ينفعش تبقى شغل وبس،
لازم نكتة، أو استظراف، أو على الأقل "باي يا حبيبتي". حبيبتك؟ هو أنا أعرفك أصلًا؟
قولت يمكن المشكلة فيا، أنا الـلـي بـ تكلم بطريقة مستفزة، أو متدلعة شوية.
بس لما حكيت لأصحابي اكتشفت إن كلهم بـ يعانوا من نفس الحكاية،
وساعات الموضوع بـ يتطور من مجرد فليرتينج لقلة أدب.
قالوا لي: "يا بنتي ده إحنا ياما حصل معانا حاجات من دي كتير"، ويضحكوا.
بـ يتعاملوا مع الموضوع وكأنه أمر واقع، أو مشكلة من مشاكل الشغل الـلـي لازم يتعاملوا معاها.
واحدة أعرفها كلمها عميل الساعة 12 بالليل، بـ يقول لها: "هاي بيبي، إيه الأخبار؟"
وبـ يسأل على حاجة تافهة جدًا.
وواحدة تانية كلمها عميل الساعة 5 الصبح، وطبعًا ما ردتش عليه،
ومع ذلك فضل كل كام يوم يكلمها 4 و 5 الصبح، ولغاية دلوقتي ما تعرفش كان عايز إيه.
لما سألتها: "أنتِ مش مستغربة إن عميل يعمل كده؟"، قالت لي:
"يا بنتي سمعة البنات الـلـي بـ تشتغل في الدعاية والإعلان سيئة".
وواحدة صاحبتى حكت لي إن فيه عميل في منصب كبير، مدير، وكبير فى السن،
كان عندها معاه اجتماع مرة واحدة، وأخد نمرتها.
ومن ساعتها وهو بـ يكلمها كل يوم بالليل، ويرغي في أي كلام،
ويقول لها: "أنتِ لابسة إيه دلوقتي؟". ولو ما ردتش عليه، يبعت لها رسايل على الموبايل.
فيه بنات بـ تتعامل عادي، ومش بـ تحط ده في دماغها،
على أساس إن العملاء دول فريندلي ونيتهم سليمة، ومن باب إنك ما ينفعش تبقي "معقدة".
بس معلش يعني من الآخر، معقدة مش معقدة،
طول ما أنا مش بـ قول لك: "يا حبيبي"، و"يا حياتى"، و"يا جميل"،
ما تقوليش "يا بيبي" و"يا دارلينج" لو سمحت.