أولًا مش عارفة أبتدي منين، بس هـ حاول أختصر آخر 4 سنين،
ويا رب يكون كلامي مفهوم، لأني ما حاولتش أخرج كلامي بأي طريقة قبل كده.

أنا شخصية وحيدة لأبعد الحدود، وعمري ما حسيت بالأمان،
أينعم أنا من عيلة ظروفها مرتاحة، وعمرنا ما اتأخر لنا طلب إطلاقًا،
بس ده مش كل حاجة، أنا عمري ما حسيت بالأمان وسط أهلي،
دايمًا في مشاكل وخناق.

ماما وبابا عايشين في بيت واحد، بس بـ يكرهوا بعض،
مفيش يوم بـ يعدي علينا كده في هدوء زي باقي الناس،
كل يوم صوت عالي، وإهانات، وتطاول بالإيد، ومفيش أي اعتبار لمشاعرنا ولا للجيران.
هم تقريبًا بـ يتخانقوا من يوم ما اتولدت،
أمي قبل ما تخلف أخويا حاولت تنتحر، وكانت بين الحياة والموت.

أنا داخلة على 23 سنة، وما شوفتش يوم في سلام نفسي وهدوء،
بـ حاول اتأقلم مع ده،
خصوصًا إني الأخت الكبيرة الـلـي بـ تشيل البيت، وأخواتها لما أمها تمشي وتسيب البيت.
من صغري وأنا على الوضع ده، مش مهم أبقى أنا في امتحانات ولا زفت،
المهم آخد بالي من أخواتي الصغيرين والبيت، وأحاول كمان أطمنهم نفسيًا،
لأنهم صغيرين ومش مستوعبين الـلـي بـ يحصل.

قرايب عيلة ماما وبابا موقفهم سلبي جدًا، مفيش حد بـ يحاول يصلح بينهم أو يشوف حل للوضع ده
بصراحة كتر خيرهم، تعبوا، بقالهم حوالي 25 سنة تقريبًا بـ يحاولوا يتدخلوا، فـزهقوا بقى.
واحنا شخصيًا زهقنا، أنا وأخويا بـ نتحايل عليهم ينفصلوا في هدوء،
لأن أعصابنا تعبت، بس لا حياة لمن تنادي.

حقيقي أنا بـ تمنى إنهم يتطلقوا ونخلص، إحنا كل يوم بـ نقول هـ تبقى المرة دي؟
لأ، المرة الـلـي بعدها، مش عارفين الكابوس ده هـ يخلص إمتى.
بس في نفس الوقت خايفة من القرار ده؛ لأن أنا وأخويا مش حابين نبقى أنانيين؛
لأن أخواتي صغيرين ومحتاجين لهم، هم لسه مش فاهمين.
أنا خايفة في الحالتين وخلاص، رغم إنه أحسن الحلول الوحشة.
وده بكل اختصار.

ثانيًا، أنا عندي مشكلة تانية مع أمي، ما بـحبهاش، ولا بـ كرهها.
والله غصب عني، بس هي الـلـي وصلتني للمرحلة دي.
عمري ما شوفت منها حنية الأم على بنتها، هي بتحب أخواتي جدًا وحنينة عليهم جدًا،
خصوصًا إن أخويا ولد وحيد، والتانيين صغيرين.
بس ما أعرفش هي بـ تعمل كده ليه؟ من وأنا صغيرة وهي بـ تعاملني معاملة غير آدمية.
كنت بـ تمنى إحساسي يطلع غلط، وابقى أنا الـلـي غلطانة، وأنا الـلـي مش فاهماها.
أنا افتكر في مرة وأنا في خامسة ابتدائي، سابت البيت عشاني،
مش فاكرة تفاصيل، بس الموقف ده علِّم فيا جدًا، ووجعني أوي، وخلاني مش عارفة أحبها مهما عملت.

هي بصراحة بـ تحاول تبين العكس، بعد ما كل الناس بـ تهاجمها؛
لأن تصرفاتها معايا واضحة جدًا، وبـ تفرق بيني وبين أخواتي.
عمرها ما بان في عينيها نظرة الشفقة لما بـ تعب،
مش بـ تلاحظ أصلًا لما بـ تعب ولا أعيى،
غير لما بابا بـ يعرف، ويتخانق معاها على إهمالها ليا.

أنا من 3 سنين تعبت جدًا، واكتشفت إني عندي قرحة في المعدة، ما اتهزتش.
وبابا هو اللي كان تعبان معايا في عمليتي، وأكلي، وشربي.
حسيت بعد الموقف ده إن ضميرها ابتدى يأنبها، أو أصعب عليها شوية؛
لأن الدكتور كان بـ يأنبهم كتير، ويقول لهم:
"ده نتيجة الضغط العصبي الـلـي هي فيه".
هي بـ تحاول تمثل إنها بـ تهتم بيا أو بـ تحبني، بس واضح جدًا إنه مش من قلبها،
وده تقضية واجب. بـ بقى كارهة اهتمامها ده أكتر؛ لأن عمري ما حسيته.
الناس بـ تقول لي: "فوِّتي وعدِّي"، بس أنا تعبت.

تالت حاجة:
بابا بقى راجل عصبي جدًا، وشديد، وشخصيته قوية قدام الناس،
وخصوصًا الكبير قبل الصغير، فبالتالي بـ يبقى شديد معانا
بس رغم كل ده هو جواه حنية الدنيا كلها، ما بـ يحاولش يبينها، بس أنا حاساها.
ولما بـ يغلط في حقنا أنا وأخواتي على طول ضميره بـ يأنبه، وبـ يحاول يصلح الغلط ده.
ومشكلته الكبيرة إنه عنده الإهانات قدام الناس دي حاجة عادية جدًا،
بـ ينفعل علينا ويهزقنا قدام الناس ويفرجهم علينا.
بابا رغم كل الـلـي فيه ده كله بحبه جدًا، ومش هـ ستحمل عليه أي سوء،
بحبه بجد، ربنا يهديه.

أنا كنت قلت قبل كده إني ما دخلتش كلية قمة زي ما بابا كان بـ يحلم، وحاسة إني خذلته أوي.
بس أنا تعبت جدًا عشان أوصل لده، كان مبسوط جدًا بمجموعي في سنة تانية،
وكان خلاص فاضل على الحلم تكة، بس صدمنا مجموع تالتة،
وكان فاضل حاجة بسيطة على كلية الألسن.
واتكسرت بعدها، وضميري حتى الآن بـ يأنبني.
وبابا حاول يعوضني كتير، بس ما حصلش نصيب، ودخلت كلية تانية هو اختارها لي.
كانت بالنسبة لي جحيم، وعديتها ما أعرفش إزاي.
بس كنت عايزة أرضيه وخلاص.

هو راجل بـ يخاف من الغربة جدًا، ورفض إني أطلع برا أسوان نهائي.
بـ يخاف عليا الخوف المرضي ده، ووافقت عشانه، واتخرجت،
واشتغلت الشغلانة الـلـي هو عايزها برضه.

كل ده حصل في آخر 4 سنين أو 5 سنين.
آه وصحابي الـلـي كنت فاكراهم أهلي الـلـي بـ ينسوني تعب البيت،
بعدوا من غير أي سبب، باعوا 7 سنين عشرة ما أعرفش ليه.

أنا بطلت أحلم بحاجة، وربنا كاتب لي أعيش في جحيم طول حياتي.
كل حاجة بـ تعلق بيها بـ تروح.
حتى هو بعد عني وعاش حياته.