اتولدت بنت مُشعرة، ورجلي كبيرة، وشكلها وحش.
طول عمري بـ سمع كلام من أهلي، إن يا عيني أنا مُشعرة،
كأن عندي مرض مثلاً، فاللي هو يا عيني عليها، هـ نعملها إيه؟
بابا كان بـ يضربني علشان أنا تخينة.
وانا 13 و14 سنة، ماما كان عندها يقين إني مش هـ تجوز
علشان أنا مليانة.
بسبب لخبطة الهرمونات،
صدري بقى كبير على سن واحدة عندها 21 سنة.
ولأن هرمون اللبن عالي، أختي بـ تقول لماما:
"ما تشتريش لبن، إحنا نحلبها كل يوم الصبح".
وكبر الصدر الواضح بقى مسبب تحرشات كتير أوي في الشارع، وفي البيت،
"مع إنك سمرا، بس دمك خفيف،
هم الناس السمر كده، دمهم شربات".
ده الـلـي دايمًا بـ يتقالي في أي قعدة، من باب التصنيف الاجتماعي يعني.
بـستغرب أوي، الـلـي هو إيه علاقة لون البشرة بخفة الدم؟
كنت بنت صغيرة سمرا في مدرسة كلها بنات بيضا،
ده خلاني أصدق إني مش حلوة كفاية، ولا كويسة كفاية.
كل المجلات، والأفلام، والمسلسلات، والأغاني، والإعلام بشكل عام،
بـ يظهروا الستات "البيضا الجميلة".
أنا تقريبًا كده كنت تخينة من وانا بيبي لسه بـ تعلم المشي.
وعشان ده طبعًا ما كانش سبب كافي إنه يخلي حياتي بائسة،
أختي التوأم كانت رفيعة جدًا.
من وقت ما كنت في الحضانة، ويمكن قبل كده كمان، بـ سمع تعليقات زي:
"أنتِ بـ تاكلي أكل أختك ولا حاجة؟"
أو "أنتِ إزاي تخينة كده وهي لأ؟"
حتى من مدرسيني ومشرفين المدرسة.
من صغري وانا بـ يتقال لي إني مش جذابة؛ علشان تخينة،
وإني مش لازم آكل كتير؛ لأني كده هـ تخن أكتر،
وإن ده ذنب، وطفاسة، ومش أنوثة.
أنا مش بـ آكل كتير، بس لما بـ آكل بـ يبان عليا،
ودهوني بـ تتراكم في أماكن معينة؛ طبيعة جسمي.
الأماكن دي تتضمن صدري.
من وانا صغير وانا بـ شيل هم نزولة البحر أو حمام السباحة؛
عشان بـ كون قلقان، ومتوتر إن كل الـلـي حواليا بـ يتأملوا حجم صدري الكبير.