عصايا بمسامير

عصايا بمسامير

كنت محتاج حد يسمعني أو يهتم بيا، بالذات في البيت عندي
وأكتر حد كنت محتاج منه ده هو أبويا.

الـلـي أنا شوفته مع أبويا محدش شافه
إحساس صعب أوي إنك وانت طفل في سنة أولى ابتدائي،
والدك يجيبك من المدرسة من مشوار بعيد لحد البيت ضرب بعصايا فيها مسامير،
والمسامير تخش في جسمك كله،
ويجيبك المشوار ده كله مشي،
وضرب مستمر لحد ما وصلت البيت،
والدم بـ ينزل من كل حته في جسمي،
عشان حاجة أنا ما عملتهاش،
ماليش ذنب فيها.

أنا كل الـلـي أنا عملته إن كان فيه سؤال ما عرفتش أجاوب عليه بس
قالوا لي طب اطلع اقف برا شوية، وبعدين خش تاني
من حظي السيء إن أبويا جه، فـ لاقاني واقف برا
"أنت واقف برا ليه؟"
ودخل عمل مشكلة مع المدرس الـلـي كان ماسك الحصة ساعتها
وخدني من وسط المدرسة قدام أصحابي وكده
ضرب بقى، وبهدلة، والكلام ده كله فى الشارع.

وهو ماشي بـ يضربني بالعصايا كنت بـ شوف الناس
بـ تحاول تقرب منه، وتحاول تحوش
كله كان بـ يـبـص له ويقول له: "حرام عليك ده لسه طفل"
بس فى الآخر يسيبني ويمشي.

لما رجعت البيت كنت فاكر إن هـ يبقى فيه رد فعل من الـلـي في البيت
ما لاقـتـش ريـئكشن خالص
غير من أمي وجدي، وللأسف كلهم وقفوا مع أبويا في الـلـي هو عمله
قعدت 3 شهور ما بـ تحركش من على السرير،
ولا بـ مشي على رجليا بسبب الـلـي عمله فيا.

بعد ما انفصل عن والدتي ومشي، حسيت بقيمته
مع إني ما حـسـيـتـش معاه إنه أبويا، لأن أنا ما كـنـتـش بـ عرف أتكلم معاه أساسًا
على طول بـ حاول إن أنا أتكلم مع حد، أو أطلع حاجة من جوايا خصوصًا فى البيت، مش لاقي
ما لاقـيـتـش غير حد من صحابي.

لما جيت المؤسسة هنا لاقيت الـلـي ما لاقـيـتهوش في البيت
أنا قعدت فيها 12 سنة، حسيت إنها بيتي الأساسي
لاقيت فيها إزاي حد يقدر يكمل الاحتياج الـلـي ناقصني
والاقى حد يقدر يسمعني من غير ما يكون مستني مني أي حاجة.

لحد الآن لما بـ روح أزور والدي
بـ قول يمكن بعد السنين دي كلها إنه يحاول يهتم بيا،
للأسف بـ لاقي إن المعاملة أصعب من الأول
"أنت إيه الـلـي جابك؟ أنا مش عاوز أشوفك"
حتى لو بـ يعمل كده برضه، لازم أراعيه
لازم أروح له، حتى لو ما شـوفـتـش معاه حاجة حلوة.

لما كنت أقعد مع صحابي وكل واحد يتكلم على أبوه
"أبويا خادني، وودانى"، والكلام ده كله
بـ آجي أقول لنفسي ولا يوم من أيام أبويا
آه ما كانش بـ يوديني وكده، بس كفاية إنه كان موجود معايا.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر