كان دايما يقول لي: "أحلى حاجة فيكِ سمارك"
كنت أضحك من كلمته، وأقول له: "سمار إيه؟ ده أنا شيكولاتة"
بهيام يقول لي: "وانا أموت في الشيكولاتة"

لما كنا نمشي على الكورنيش وإيدينا في إيد بعض
والعـيـل الغلس بتاع الورد ما نشـتـريـش منه
يقعد جنبنا، يقول لنا: "أنتوا كده عاملين زي الشاي باللبن"
كان حبيبي يضحك، ويقول له: "مالكش دعوة، إحنا بـ نحب الشاي أبو لبن"

أنا وهو كنا جيران
اتربينا مع بعض
ولما الهوى شبك قلوبنا، كنا بـ نخبِّي حبنا عن الأهل والجيران
كان يتسحَّب لبلكونته عشان يشوفني
وكنت بـ راقبه من شيش شباكي، صحي إمتى ونام إمتى
ولما يكون عايز يكلِّمني يـشغَّل غنوة منير "حبيبي لون الشيكولاتة"

حبيبي عمره ما حـسـسـنـي إن شيكولاتي ليها تأثير على حبنا
حتى لما كنت بـ تضايق من تعليقات الناس في الشارع، في الجامعة،
في شغلي على لوني
كنت أجري عليه، وأشكي له، وأحكي له عن غضبي
كان يضحك ويقول: "أغبيا، ما بـ يـقـدَّروش جمال الشيكولاتة"

وكان دايماً بـ يخبِّي علىَّ تعليقات أهله على لوني لما يحسُّوا إنه مهتم بيا شوية
بس أنا كنت عارفة كلامهم كله، وكلام أهل الشارع كمان من عينيه
"قلبها أبيض، بس لونها يقطع الخميرة من البيت"
"أنا هـ جوزك قمر منور، بس ما تـبصش أنت بس للسواد الفحم"

كان خوفي إنه يسـيـبـنـي أكبر من أي حاجة
وهو كان دايما يطمنِّي إني شيكولاتته الـلـي عمره ما هـ يقدر يسيبها.

حست أمي بالـلـي في قلبي، نصحتني
وقالت لي: "احنا مالناش إلا الـلـي من لوننا
اسمعي الكلام، أمه عمرها ما هـ ترضي عنك
ما تضيعيش عمرك هدر وتسـتـنـيـه
هـ يـسـيـبـك في الآخر"
ما سـمـعـتـش كلامها، هو بـ يحبني وأنا بـحبه
مالها أمه بقى؟

قال لأمه إنه عايز يتجوزني
قوِّمت الدنيا وولعتها
"تسيب البيضا عشان السودا...
يا ابني حرام عليك، أنت عايز تحرق قلبي عليك؟
مش هـ تتجوزها، لو اتجوزتها يبقى مالكش أهل...
من النهارده تعتبر أمك ماتت كمان"

حزنت كتير، صبرت أكتر على وعده ليا إن الوقت كفيل بإقناع عيلته وأمه
ويوم جري، شهر جري، سنة جريت، سنين
لا أمه بـ تقتنع، ولا هو قادر يخالفها.

قررت أنهي الموضوع وكل واحد يروح لحاله
ما عارضـنـيـش، تعب هو كمان من حربنا
سافرت برا البلد
قررت إني أنسى
بس محدش بـ يـنـسى لمجرد إنه قرر ينسى.

عرفت إنه خطب، فرحت له ودعيت له
ويوم فرحه بعت له علبة شيكولاتة مستوردة.

جالي عريس، واتنين، وتلاتة شبهي
لونهم من لوني
حاولت
ما قدرتش أحب حد
قلبي كان مشغول بيه
وعرفت إنه طلَّق
ما عرفش يحبها هو كمان
فرحت
بعت له، قلت له: "تعالى للبلد الـلـي أنا فيها ونتجوز"
قال لي: "آسف، أمي لسة مش راضية أتجوزك"

واتجوز تاني
وانا رفضت رابع عريس ليا
وأمي ماتت من البكا على حالي.

جبت أخواتي معايا، وشغَّلتهم
وحاولت أنسى
بس ما بـ نساش.

جاب ولاد، وسما بنته على اسمي
قلت مش ناسيني، واكتفيت بكده
واتكرِّت بكرة العمر في الغربة وفاتني ميعاد الجواز والخلفة
والأخوات اتجوزوا وانشغلوا.

رجعت من السفر على بيت أمي
وشي الشيكولاتة عجِّز، وفوقيه تاجي الأبيض
فتحت شباكي، وبـ سأل نفسي يا ترى لسه فاكرني ولا نساني
فتحت بنت جميلة شباكه شبهه أوي وبيضا زيه
عرفتها من ضحكتها الـلـي تشبه ضحكته
جيه هو من وراها، بص كويس وعرفني
ابتسم ابتسامة باردة، واستأذن في قفل الشباك.

قفلت الشباك وقعدت أعيط وانا بـ بُص على وشي في المراية
وبـ ملِّس على شعري الأبيض
ولاقيتني بـ غني
"ده حبيبي لون الشيكولاتة، أسمر سمار دمه شرباتة"