الطلاق في المرة الأولانية كان عشان بـ عانده في حلال ربنا،
بس كان فيه حاجات كتير ما أفهمهاش؛ أهلي ما عرفـونيش حاجة،
وانا ما كُـنـتـش أعرف أي حاجة خالص،
لدرجة إن الفوط ما كـنـتـش أعرف بـ يتعمل بيها إيه.
أمي كانت هـ تتشل، بعد الجواز بعشر أيام، لما سألتها: "هي دي بـ يتعمل بيها إيه؟"
كلهم تنحوا، وبعتوا لي بنت عمتي تسألني: "هو بـ يجامعك ولا لأ؟"
فيه حاجات كده في الجواز كان المفروض أعملها، أنا كان كله لأ….
"اقلعي"، "لأ"،
"نولع النور"، "لأ"،
"طب ادعكيلي ضهري"، "لأ".
أصل خالتي قالت لي: "لما يعاندك في حاجة ما تـرضيلوش،
الحاجة دي عند الراجل زي الميه، لما تحرميه منها يسمع كلامك".
فـكنت بـ عند معاه في ده، وانا ما أعرفش إنه حرام.
اتطلقنا بسبب العند بتاع "أنت زيك زيي"، و"ما تزيدش عني حتى بسنتي".
كان لما يسمع كلمة ما تـعـجبـوش من أي حد، يضربني،
وانا لما كنت بـ تضرب، كنت بـ تشعوذ، وبـ رد عليه.
المرة التانية بقى أنا الـلـي غلطانة؛
غلطت لما سكت. أنا مشكلتى إني عملت الحاجة الصح، مع الراجل الغلط؛
كان بـ يشرب مخدرات قدامي، وجنبي عالسرير وانا حامل، وقولت ماشي،
اشتغلت خدامة لأخته، ماشي،
عرفت إن أخوه كان محبوس 15 سنة سجن، وسِكت،
وعرفت إنه كان محبوس قبل ما يتجوزني 5 سنين، واتصدمت، وبرضه سِكِت.
بنتي وهي 9 شهور بيبي، كلت نص صباع حشيش،
كان حاطه في علبة كبريت عالكومودينو. أنا لاقيت البت مش طبيعية؛
كانت مدروخة، وعينيها تروح وتيجي،
فـ قولت يمكن علشان لسه صاحية مالنوم.
هو صحي بعدها، طبعًا عاوز يصطبح الباشا،
فـ بيسألني: "هو فين الحشيش الـلـي كان هنا؟"
قولت له: "ما أعرفش"،
قال لي: "لأ ما تعرفيش إزاي؟"
قولت له: "طب أنا هـ عمل بيه إيه؟ هـ شربه؟"
بـ يدور في علبة الكبريت، لقاها بايشة،
فـ استوعب بسرعة إن البت كلتها، وفتح بق البت، لقى في سنانها حاجات بني،
عرف البت كلت نص صباع الحشيش، بس ما كانش عايز يقولي.
لما لاقيته قعد وهدي، وقعد يلاعب في البت، قولت له: "البت كلت الحشيش، صح؟
أنت شاكك إن البت كلت الحشيش؟"
قالي: "يا شيخة، دي حته قد كده"،
قولتله: "لأ، ما أنت ما تـضحكش عليا، ده أنا كان معايا عيلة قبل كده وماتت محروقة،
وانا الـلـي شايلاها بإيدي م النار. دي كمان تموت بالحشيش؟"
قولتله: "أنا هـ طلع عالقصر بالبت"، قالي: "هـ تحبسيني"،
قولتله: "أحبسك تحبسني، المهم البت دي تعيش".
طبعًا نزل فيا شتيمة، وإهانة، وضرب، و"هي بنتي ولا بنتك؟"
"خشي حضري الفطار".
دخلت أحضر الفطار، هو دخل الحمام، وانا خدت البت، ومشيت.
بنتى الأولانية اتحرقت الساعة 3 بالليل تقريبًا،
كان رجلها سايحة، وإيديها سايحة، ونص بطنها سايح،
كنت كل ما أاروح مستشفى، يقولوا لي: "ما بـ نقبلش الحالة دي"،
ودخلت بيها من مدخل الطواريء في القصر العيني.
أول ما دخلت بيها، الدكتور قالي: "استعوضي ربنا فيها"،
وفعلًا، قعدت أسبوع، وماتت.
أنا دخلت ببنتي التانية من نفس الباب، وعشت نفس الحالة، وكنت عارفة إنها بـ تموت،
مرات خاله لحقتني لما شافتني وانا نازلة بـ جري،
وجت معايا، واتصلت بيه، وجه ورانا.
قالتلي: "هـ نقول إنها خدت برشام ضغط؛ عشان ما يـتـحـبـسـش".
قابلت ممرضة شكلها كبير كده، قعدت تحايلني، وتهديني،
بعدين قالتلي: "قوليلي البت دي واخده إيه بالظبط،
قوليلي عشان أنا حاسة إن أنتِ بـ تموتي، وهي بـ تموت".
بعد ما عرفت شتمتني، وهاجمتني، و"أنتِ قرف، وهو قرف"،
الـلـي كانت متعاطفة معايا بقت عليا.
فجأة لاقيت أجهزة بقى، وخدوا منها دم تاني، وأكسجين،
أنا كده عرفت إن الدنيا باظت، قالولي هـ تبات طبعًا.
هو أول ما سمع كده، قلة أدب،
هو مش عايزها تبات عشان المسائلة القانونية،
طلعت البطاقة، وقولتله: "خد البطاقة اعمل المحضر بيها".
بتنا من غير فلوس، ولا أكل، ولا بامبرز،
أصل الباشا لما جه، أخد البوك بتاعي، وغير شريحة التليفون،
وسابهولي من غير ولا نمر، ولا رصيد، ومشي.
أنا ما كنتش ملاحقة عالبامبرز،
بقيت أعمل سندويشات، واديها للناس الـلـي جنبي؛ عشان يدوني بامبرز.
عدوا عليا أصعب 3 أيام في حياتي، أنا كنت زي الشحاتة.
المهم الحمد لله طلعت، وتمام، فـقالي: "ما تـقوليش لأهلك"، وانا سكتت.
قعدت شهرين تقريبًا كنت عاملة فيها عبيطة،
بس هو كان ينزل، وانا افتش وراه،
كان يخبي الحاجة في درج الدولاب الأخير،
أفتح الدرج ألاقي فلوس، أفتش في الجواكت ألاقي برشام وحشيش.
مرة كان بـ يخبي حاجة ورا ضهر السرير،
بـ بص لاقيت كراتين ترامادول، وأباتريل، وأنواع تانية،
أقولك أنا قد إيه خوفت، وسكينة قد كده بين هدومه، وبتاع 10 صوابع حشيش،
في الليلة دي، عملت بيبي على روحي وانا نايمة.
أنا ما اتكلمتش غير لما بتوع تنفيذ الأحكام جم البيت،
الباب خبط، فتحت، لاقيت اتنين طول بعرض، وساندين على سلاح،
مسكوني كده، طلعوني برا الشقة.
أبص عالسلم ألاقي ناس واقفه فوق، وناس واقفة تحت، وشتيمة،
و"هو شاقطك ولا بـ يقضي بيكي يومين؟"،
كل ده وانا ماسكة في الروب، وعمالة أعيط؛ عشان بنتي جوا.
كان كل ما يسألوني سؤال أقول: "مش عارفة، مش عارفة"،
ما كـنـتـش عارفة أتكلم، أنا عمر ما الحكومة دخلت بيتنا.
والـلـي عرفته بعد كده إنهم كانوا جايين بمدرعتين،
بعد ما الناس دي مشيت، أنا نزلت، روحت بيت أهلي، وما رجعتش.
من بعد الطلاق، كل ما أروح عند حد يسأل:
"هو أنتِ إيه الـلـي مقعدك؟ أنتِ مش هـ تتجوزي؟"،
وناس مش قريبة يعني….
ابن عمة أبويا مثلًا، يقولي: "أنتِ هـ تقعدي لنا ليه إن شاء الله؟"
وكل ما أغلوش عليه، يقولي: "أنتِ مش بـ تردي عليا ليه؟"
قولتله: "جربت حظي مرتين، ومش عايزة تاني"،
قعد يرص، "ليه؟ لا أنت أول ولا آخر واحدة اتجوزت. ده فيه بـ يتجوزوا بالستة سبعة"،
بصيت لمراته، وسِكِت.
روحت عند ستي، قالتلي: "أنا عايزاكي تـتستري، وتـجيبي أخ للبت"،
قولتلها: "هو فيه إيه؟ أنتوا عاملين حفلة عليا؟"
قالتلي: "هاتي البت، ولا اديها لأمك تربيها. ده الـلـي قد أمك لسه بـ يخلفوا"،
قولتلها: "حاضر يا ستي، لما يـيجي، ربنا يسهل".
خالتي بقى : "اتجوزي، ده الـلـي زيك لسه ما شافوش دنيا"،
سبتهم، وطلعت عند نسوان خيلاني، لاقيتهم زي ما يكونوا متفقين كلهم مع بعض،
وكلهم "لازم تتجوزي".
قولتلهم: "أنا كفاية عليا بنتي، عاوزة أربيها، واعلمها، وخلاص،
محدش ليه دعوة بيا، إدوني فرصة،
ده جوزي التاني ده مش فاكرة له حاجة، كأني ما اتجوزتوش".
وأمي بـ تقعد تـرازي فيا بسبب البت، "ودي البت لأبوها يكسيها"،
طب البت أبوها محبوس، أوديهاله السجن يكسيها؟
"وديها لعمتها ولا ستها"،
قولتلها: "لو بنتي دي راحت مني، أنا كمان هـ روح منك".