ممكن حد زيك

فريدة قابلت علي في أيام الثورة في الإسكندرية
في إحدى الأحياء الراقية، وفي إحدى اللجان الشعبية.
مع بداية العلاقة، علي كان صريح
وقال لفريدة إنها ما تدورش معاه على استقرار، ولا العلاقة التقليدية
تفكيره كان متفتح، وأكتر من أي بني آدم فريدة عرفته
ولأول مرة في حياتها، علي حررها من كل حاجة هي كانت نفسها تعملها بس خايفة
حررها من كل الخوف اللي جواها
وخلاها تحس إنها مش بـ تقدر تسيطر على نفسها في كل حاجة
وبدأت القصة بعلي بـ يقول لها إنها عاجباه أوي،
بس هو مش بتاع ارتباط والحاجات دي
أو على الأقل مش في الأول

فريدة:" طيب، أنا كمان مش عايزة علاقة دلوقتي،
وصدقني يا علي مش أنت اللي أنا بـ دور عليه خالص"
طبعًا فريدة كانت مصدقة كل كلمة هي بـ تقولها،
ومش حاسة خالص إنها بـ تضحك على نفسها
وطبعًا علي عشان بـ يقرا إحساسها أحسن من أي حد،
كان عارف إنها بـ تكذب.


بعد ما حصل اللي حصل، بدأ يبعد علي
وفريدة بعدت برضه لغاية ما بدأت تقول إن هو مش بتاع علاقات وكده
بس مفيش داعي لوجع الدماغ ده،
خلينا نشوف حاجة تانية بداله
بس يا ريت تبقى زيه بالظبط.

وهنا ظهر سيف في حياة فريدة
كان عايش في أستراليا، وجي أجازة
وكان أكبر منها بـ 15 سنة
عريس، وعايز يتجوز، ومتفتح، ومن عيلة وكل ده
وفريدة حاولت فعلًا إنها تبدأ تحس ناحيته بأي حاجة
بس ما كانش بـ يحصل،
كانت بـ تحاول تدور على الوصلة اللي كانت بينها وبين علي مع سيف
بس ما كانتش موجودة طبعًا.
كل تفكيرها إنها عايزة الموضوع مع سيف يمشي
عشان ده معناه إنها مش هـ تشوف علي تاني ولا هـ تكلمه،
وبعدين علي رجع يتكلم.

علي: "فريدة، أنتِ وحشتيني فشخ، أنا عايزك مش قادر
أهلي مسافرين قريب، ما تيجي تقعدي معايا في إسكندرية كام يوم"
فريدة: "علي، أنا مش عارفة لو أنا عايزة أعمل كده تاني
أنا بـ دوّر على الاستقرار، وانت مش عايز كده"
علي: "أنا قلت لك من الأول إن أنا كده، بس أنا أكيد ألذ من الاستقرار"
فريدة: "أكيد يا علي"
علي: "هو انتِ قفشتي عليا ليه المرات اللي فاتت؟"
فريدة: "عشان طريقتك كانت مقرفة"
علي: "بس أنا كنت خايف عليكي عشان أنا مش واحد ابن كلب
أنا عارف إنك كنتي بدأتي تحبيني"
فريدة: "لأ بص، الثقة الزايدة بتاعتك دي مش صح خالص،
أنا ممكن أكون أعجبت بيك شوية، بس أنا ما حبيتكش،
وبعدين ريح نفسك. علي، مش انت خالص اللي أنا عايزاه"
علي: "آه، وانتِ البنت اللي بـ تتسلي بيا وهـ تتجوزي سيف في الآخر"
فريدة: "قلت لك يا علي، أنت ولا بتاع مسؤولية ولا زفت"
علي: "هو سيف ده عرفتيه إمتى وفين؟ وانتِ أصلًا مبسوطة معاه؟"
فريدة: "عرفته من فترة، بس عادي ولا مبسوطة ولا مش مبسوطة، في حاجة تقيلة كده"
علي: "لو أنتِ فاكرة يا فريدة إني هـ ديكي كده لأي حد تبقي مجنونة
أنا شفت ناحية فيكي أفتكر إن انتِ نفسك ما كنـتـيش عارفة إنها موجودة،
إوعي يا فريدة تحاولي تكـبـتـيها، إوعي
يا إما هـ تعيشي تعيسة، وانا بـ حس إني مسؤول عنك"
فريدة: "واو، إيه يا علي ده؟ أنا مش عارفة أقول إيه"

وعدى الوقت وفريدة مش بـ تبطل تفكير في علي،
وفي نفس الوقت عارفة إنه مش هـ يتغير، وهـ يفضل كده
بس في نفس الوقت عارفة ومتقبلة إنه مش بـ يخدعها ومعجبة أكتر بصراحته وطريقته
وعدى الوقت، وعلي كلمها تاني

علي: "فريدة أنا عايز أشوفك، ممكن تيجي إسكندرية الأسبوع اللي جي،
أنا عايز أقضي أكتر وقت معاكي"
فريدة: "أنا كنت جاية أصلًا عشان أشوف صحابي، وعايزة أشوفك أوي"

وبعد أسبوع
فريدة: "علي، أنا جيت"
علي: "أنتِ بتاعتي النهارده، مش هـ خليكي تشوفي حد تاني"
فريدة: "طيب، أنا موافقة"

لما فعلًا شافته كانت هـ تطير من الفرحة،
وفضلوا قاعدين تقريبًا على حجر بعض
لمدة أربع ساعات لغاية ما المكان قفل، والناس كلها روحت
علي ولأول مرة بدأ يحكي لها عن نفسه
إن مامته ماتت وهو صغير وبعدين باباه فهو مش بـ يحب يتقرب من حد،
فريدة ما فهمتش هو كان بـ يحاول يقول لها ليه بالظبط،
يمكن كان الكحول الكتير،
ويمكن كان بـ يحاول يشرح لها هم ليه ما ينفعش يبقوا مع بعض

تاني يوم فضلوا يتكلموا كتير أوي،
وأخيرًا شافوا بعض في نفس المكان اللي اتقابلوا فيه أول مرة
علي: "مالك يا حلوة؟"
فريدة: "مش عارفة، قرفانة شوية"
علي: "طب من إيه؟"
فريدة: "لأ حاجات كتير، اتخنقت من أهلي"
علي: "مش عليا يا فريدة، قولي"
فريدة: "مش عارفة بقى"
علي: "ما أنتِ مشكلتك إنك بـ تحبي تعملي السبع رجالة في بعض،
بس أنا لسه بـ شوف البنت الحساسة جواكي فما تمثليش"
فريدة: "إيه يا علي الدنيا كلها مش بـ تلف حواليك، مش فاهمة عايز تقول إيه
خلاص يعني أنا قلت لك إني كنت معجبة بيك في فترة، وبعدين خلاص"
علي: "ماشي زي ما انتِ عايزة، بس انتِ كده بـ تبيني أكتر اللي أنا عارفه"
فريدة: "ماشي يا علي، أنا عايزة أروّح بقى"
علي: "على فكرة أنا بحب أخليكي تواجهي نفسك عشان انتِ فارقة معايا بس"
فريدة: "أنا بـ كره إنك بـ تعرف تعمل كده"

فريدة روّحت اليوم ده متدمرة تمامًا
فريدة بـ تكلم نفسها، هو أنا بحبه يعني؟
لأ، أكيد لأ، هو قال لي إنه مش عايز علاقة،
وبعدين رجع قال لي إنه مش هـ يديني لحد،
وإن لو هو ده اللي أنا عايزاه
المفروض نفسي يبقى أطول من كده وما أفقدش الأمل
لأ لأ، علي واحد عادي، هو أنا بقالي كتير بس ما قربتش لولاد كده
أكيد يعني ممكن ألاقي حد زي علي
يا رب ممكن تبعت لي حد بالظبط زيه؟

علي: "إزيك يا حياتي؟ هـ تعملي إيه النهارده؟
أنا كان نفسي أشوفك دلوقتي، بس عندي غدا مع قريبي"
فريدة: "علي، أنا مسافرة أعيش في لبنان
اتقبلت في شغل هناك، وهـ نقل"
علي: "إيه الشغلانة دي؟ أنا مش عاجبني
مش مبسوط
تعالي عيشي في اسكندرية"
فريدة: "لأ يا علي، أنت تعالى زورني"

وبعد شوية
علي: "فريدة، هو أنتِ ليه رجعتي مصر؟ ما تقعدي يومين كمان معايا"
فريدة: "ما ينفعش يا علي، لازم أرجع لأهلي"
علي: "بصي، زي ما أنتِ عايزة
بس عايزك تقعدي، أنا هـ وصلك بكرة المحطة"

في طريق المحطة
علي: "أنا بحب أبقى معاكي يا فريدة
أنا فعلًا ما فوتش ثانية انتِ كنتِ هنا فيها"
فريدة: "هو ليه يعني بـ تقولها لي كأنك عامل لي جميل؟"
علي: "هو أنتِ حكيتي لحد علينا؟"
فريدة: "هو أنت شايف يا علي إن في حاجة تتحكي؟"
علي: "مش هـ تبطلي طريقتك دي بقى يا فريدة؟
على فكرة هو أنتِ كده بـ تبيني لي أكتر"
فريدة: "على فكرة هو مفيش حاجة أبينها أكتر أو أقل"
علي: "ماشي، زي ما تشوفي، هو أنا هـ شوفك إمتى تاني؟"
فريدة: "هـ بقى أكلمك لما ترجع اسكندرية بقى"

فريدة من ساعة ما رجعت بـ تحاول تقنع نفسها إنها مش بـتحب علي
ولا عايزة تبقى معاه
وإن أكيد ربنا كاتب لها أحسن
بس في نفس الوقت، فشلت فشل ذريع إنها تقنع قلبها بكده
قلبها خلاص جوا مكتوب علي في كل حتة
ممكن يعمل له أي حاجة
الإحساس حلو أوي،
أحلى إحساس ممكن أي بني آدم يحسه
بس دايمًا في دموع في عينيها عشان عارفة إنها مش المفروض تبين اللي هي حاساه.

علي طبعًا كده كده عارف ومتأكد
بس خايف ومرعوب يعمل كده فـ يجرح فريدة
وهو طبعًا مش عايز يعمل كده
فهمّ الاتنين واقفين محلك سر، وفريدة عمالة تدعي ربنا إنه يبعت حد زي علي
يا رب ممكن حد زيه؟

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر