" هبة، هـ نسميها هبة"
الاسم الـلـي كرهته من ساعة ما مدرس العربي قال في الفصل إن
"هبة في اللغة العربية تعني عطية من الله"
وكالعادة العيال سابوا كلمة من الله، وبقوا يقولوا لي "يا عطية".
كرهت الاسم عشان بـ يبتدي بحرف الـ "هـ"
يعني بـ بقى آخر واحدة بـ تمتحن، وآخر واحدة تاخد رقم الجلوس
وآخر واحدة تقعد في اللجنة، وآخر حروف اللغة كلها.
بس الحمد لله، قدرت أكون البنت الأولى لأب وأم
عاشوا أكتر من 10 سنين نفسهم يخلفوا بعد ابنهم ما مات،
يمكن عشان كده خوفهم عليا كان مبالغ فيه،
لا مش يمكن، ده أكيد الأكيد.
بعد 9 شهور بالتمام والكمال، جت أختي
وبقينا بلوتين، قصدي بنتين
والحمد لله على كده عشان نعرف نربيهم
الحقيقة ده ما كانش قرارهم، ده كان نتيجة حتمية للعمليات
وفتح البطن من كل حتة، الـلـي أمي مرت بيه بس عشان تـجيبنا.
البنات بـ تكبر، يوم ورا يوم
بـ يطولوا، بـ يتخنوا، بـ يتدوروا
استعدادًا لليوم الموعود، عشان يبقوا آنسات
في ابتدائي: "ما تقعديش جنب الولاد، اقعدى جنب بنت زيك"
في إعدادي: "إيه قلة الأدب دي؟ عيب، ما تقوليش صاحبي، قولي زميلي"
في ثانوي: "يا نهارك أسود، صدرك كبر، البسي بلوزة ولا بدي واسع داري لنا البلوة دي"
"يخرب بيتك، بقالك وسط، إياكى تلبسي حاجة مجسمة"
"رجليكي عاملة كده ليه؟ ما تلبسيش كعب عالي، ولا جيب قصير"
"اوعي حد يلمسك، إلا الحتة دي"
"البسي واسع، عاوزة تلبسي محزق وملزق عشان *** يبان؟"
"ما تنسيش إنك بنت"
"ما تنسيش إنك بنت".
وتفضل الكلمة دي ترن في الودن، لغاية لما الواحدة مننا تدخل الكلية
وتفضل يا عينى ماشية تكلم نفسها في الشارع، وتفكر نفسها
"ما تنسيش إنك بنت
ماما قالت لي ما تنسيش إنك بنت".
"ما تـعليش صوتك وأنتِ بـ تضحكي، ولا وانتِ بـ تتكلمي
ما تنسيش إنك بنت"
"هـ تدخلي حقوق ولا سياسة واقتصاد؟
يا نهار اسود، أنتِ نسيتي إنك بنت؟".
"خلصتي كلية؟ اتجوزي، واقعدي في البيت"
"ما تنسيش إنك بنت، ومصيرك هو بيتك، وجوزك، وعيالك"
"عايزة تشتغلي صحفية، وتـتنطتي في كل حتة؟ ليه؟ أنتِ نسيتي إنك بنت؟"
"البنت مالهاش غير الجواز"
"لازم تحافظي على نفسك، الناس كلها وحشة
كلهم عاوزين منك حاجة واحدة بس".