اتحجبت، رغم إني مش مقتنعة
قلت لنفسي لو فرض يبقى أنا كده رضيت ربنا
ولو عادة بيئية واجتماعية، يبقى أنا كده رضيت المجتمع
وبقيت محترمة وحشمة زي ما هـم عايزين.
أهلي فرحوا بقراري اللي كان مفاجأة بالنسبة لهم
من واحدة كانت بتحب الغنا والتمثيل، وبـ تدرس مسرح...
وهووب لواحدة بـ تقول أنا هـ تحجب،
والحقيقة هـم ما حاولوش يقعدوا معايا، ويقولوا لى فكري كويس،
والخطوة دي مش سهلة،
زي ما يكونوا ما صدقوا!
وكان فيه كمية هدايا وإيشاربات وفلوس!
وكان كل ما أقابل حد في الشارع، أو في الجامعة، ما يقولش حاجة غير: "ألف مبروك"
كنت حاسة إن مصر كسبت في كأس العالم، أو إنى لا قدر الله اتخطبت.
وما كانش ناقص غير إنه يطلع لي بيان من رئاسة الجمهورية يتقال فيه "زينة اتحجبت يا رجالة"!
وبدأت فرحتي بالحجاب، وألوانه تتحول من رضا ربنا، لمجرد موضة
وحسيت إني ما عملتش كده وأنا على اقتناع
خمس شهور والسادس، كنت أخدت قرار قلع الحجاب.
بعد ما قلعت الحجاب، من شارعنا لحد المترو دار الحوار الآتي
بتاع الكشك: "ليه يا آنسة كده؟ حرام عليكي
استغفر الله العظيم!
في حد ربنا يهديه ويرجع للمعصية تاني؟
أرجوكي ما تغلطيش الغلط ده ، ارجعى بيتك، البسى الحجاب، وربنا يسامحك"
أنا: "لأ، ده قراري"
بتاع الكشك: "وانا مش هـ بيع لك حاجة تاني"
ولحد يومنا ده مش بـ شتري حاجة من عنده
وكل ما بـ يشوفني يقول: "استغفر الله العظيم".
أول يوم ليا في الكلية من غير الحجاب
كان كله نظرات استغراب، وتعجب في عيون كل الـلـي قابلوني
و"ودْودَة" من البنات عليا.
دينا: "طبعًا قلعتيه علشان تاخدي امتياز
الأساليب الملتوية دي مش هـ تأثر في الدكتور"
نرمين: "زينة، أرجوكي ما تـجبريناش إننا نعمل زيك علشان ننجح في المادة"
ليلى: "أنتِ عارفة إن الدكتور ده مش بـ يحب المحجبات
والله لو ما لـبـسـتـيـهـوش في الامتحان بكره، محدش فينا هـ يكلمك تاني".
وفي المحاضرة، الدكتور:
"أيوا، كده أحلى كتير
وبعدين هو الجمال ده يتغطى بالخيمة الـلـي كنتِ لابساها؟
يا بنتى الحجاب ده كان فترة وعدت، أنتم بـ تضيعوا نفسكم بيه"
أنا: "يعني راضي عني يا دكتور؟"
الدكتور: "طبعًا، طبعًا، أنا هـ وريكى الرضا عامل إزاي".
وتاني يوم كان مناقشة بحث التخرج
وأول ما دخلت على الدكتور، وقبل ما يناقشني في البحث
لاقيته بـ يقول: "امتياز"،
مع إني واثقة إنه ما قراش البحث أصلاً، لا بتاعي، ولا بتاع باقي زملائي
وأخدت امتياز، وطلعت الأولى على دفعتي
أما أصدقائي المقربين، فمنهم الـلـي كسب رهان إني كنت كده كده هـ قلعه
وغيرهم قطع علاقته بيا تمامًا، ووصفني بأني "كافرة، ومرتدة"
و"ما أستحقش إني أعيش".
أول خروجة ليا مع أهلي بعد قلع الحجاب
بابا: "أنا مش هـ خرج معاكي كده، اتفضلي قومي البسي إيشارب
وحنا رايحين عند عماتك، مالكيش نزول معايا وأنتِ كده
الناس تقول عليا إيه؟ ما عرفتش أحكُمِك؟"
ونفذت كلام أبويا، وبقيت كل ما أروح عند أهله أضطر ألبس الحجاب قدامهم.
شُغلي بعد قلع الحجاب
كانت أولى نصايح الناس ليا: "استغلي إنك مش محجبة
والبسى عريان شوية، هـ تتعيني على طول".
أما في المترو، فحدث ولا حرج
ظاهرة غريبة بـ شوفها يوميًا، المحجبة تقوم علشان تقعد واحدة محجبة زيها
والـلـي لابسة إسدال ما تقومش غير للي لابسة إسدال زيها
وهكذا للأخوات الـلـي لابسين النقاب
أما بقى الـلـي مش لابسة الحجاب، فعليها التحلي بالصبر
لغاية ما تلاقي واحدة مش محجبة تقوم علشان تقعدها
فـ تلاقي الـلـي لابسة نقاب تنادي لواحدة أخت زيها
واقفة فى آخر العربية، علشان تقعدها
مع إن أنا واقفة ميتة من التعب قدامها.
ده غير لما تمسكني واحدة فى المترو تسألني: "الأخت مسلمة ولا؟"
أنا: "لأ، الحمد لله، مسلمة"
هي: "أستغفر الله العظيم
وليه يا بنت كده؟ مش خايفة من ربنا والعذاب؟"
وتقعد تديني دروس في الدين، وتقول لي إني كافرة
وإن الحجاب هو الحاجة الوحيدة الـلـي بـ تفرق بين المسلمة والمسيحية
وتـ خليني بعد ما أنزل من المترو على أتم استعداد إني أحارب
وآخد البندقية، واطلع على الحدود عِدِل.