كان عندي 9 سنين، وفاكرة يومها رجعت من المدرسة،
ولاقيت دم بسيط، قولت يمكن متعورة، وما اهتمتش.
لما الدم بدأ يظهر في الأيام الـلـي بعدها كنت خايفة،
ومش عايزة أقول لماما عشان ما تزعقليش.
لحد ما هي اكتشفت وهي بـ تغسل هدومي،
كنت منطوية على ذاتي، عانيت من التوحد الشديد؛
حيث كان من الصعب أن أجد من أصادقه في المدرسة.
كنت سعيدة لأن في هذا اليوم بعد امتحان العلوم، اصطحبتني أمي إلى نزهة حول المنزل.
دخلت دورة المياه مسرعة، ووجدتني أنزف دمًا في الكيلوت،
لم أكترث لها، وقلت سأضع بضع المناديل،
صحيت من النوم، كنت في خامسة ابتدائي تقريبًا،
بـ سمع عنها، بس مش فاهماها. صحيت لاقيتها،
ناديت على ماما؛ اتخضيت، قعدت تضحك، وإدتني أولويز،
وقالت لي عليها، واستخدمتها، وكنت متضايقة.
راحت قالت لبابا، وبعدين قالت لخالاتو؛ لإنهم كانوا عند جدتي في الدور الـلـي تحت،
والحمد لله كله عرف، وبقيت مكسوفة جدًا.
مامي دايمًا من وانا صغيرة كانت تقول لي إن ربنا مش هـ يحاسبني على أي حاجة قبل البيريود،
وإن صفحتي بيضا؛ عشان أنا لسه قدام ربنا بيبي، ونضيفة، وبريئة،
بس أول ما تجيلي البيريود، خلاص، زيي زيها؛
بقيت ست، وكبيرة، وفاهمة، وبـ تحاسب على كل حاجة زيي زيها.
استنيت لحد ما رجعت البيت، وسألت بابا،
قولت له: "خالتي قالت كذا كذا،
وأنا مش عاوزة المرض ده يجيلي، أعمل إيه؟"
قال لي الأول إن ده مش مرض، دي حاجة ربنا خالقها في جسم البنات؛
عشان بعد كده لما تحب تجيب بيبي.
لما جتلي البيريود ما كانش فيه المشاكل الـلـي فى البيت، بالعكس أهلي فهمونى كل حاجة،
وكان أي حد وهو راجع بـ يجيب معاه فوط صحية ومسكن عادي، وبـ يبقى فيه تعاطف جدًا.
مشكلتى كانت اجتماعيا.. ليه غلط إن حد يعرف؟ ليه الموضوع بـ يكسف؟
كنت في خامسة ابتدائي،
وكنت بـ شوف ماما كل شهر مع شراء أكل الشهر توزع على أخواتي البنات كيس شكله غريب،
وأخواتي يدخلوا أوضتهم، ويشيلوه،
وما كـنـتـش أعرف المكان الـلـي بـ يشيلوه فيه.
كان جوايا فضول غريب، وفي نفس الوقت ما ينفعش أفتش في حاجات أخواتي من غير إذنهم،
جتلي مع نهاية الابتدائية في الأجازة، ما كنتش أعرف إيه دي حتى،
كنت مفكرة إني عيانة أو عندي أي مشكلة.
روحت لماما أعيط، ومش فاهمة قالت لي: "ده عادي"،
من غير أي شرح، قولت لها: "عادي إزاي؟".