بـ كره أحكم على الناس

بـ كره أحكم على الناس

بـ كره أحكم على الناس من المنظر، لأن بـ كره حد يعمل فيَّا كده
بس الموقف ده ملخبطني.

المكان: كافيه لطيف في مصر الجديدة
هي شكلها بنت ناس، في منتصف الثلاثينات مثلًا، تعليم عالي
هو برضه شكله ابن ناس، وأكبر منها، وده واضح من شعره الأبيض الـلـي بدأ يبان.

كانوا بـ يتكلموا عن تجربة كل واحد فيهم في أمريكا
من كلامهم، واضح إن كل حد فيهم عاش هناك فترة
أنا مش بـ تصنت، بس هـم كانوا في الترابيزة الـلـي لازقة فيَّا، وصوتهم عالي، والموضوع شدني.

هو: "احكيلي بقى، أنتِ اتجوزتي قبل كده؟"
هي: "آه ، أنا مُطلقة، واتجوزت مرتين" (صوت واطي، ونظرة منكسرة)
هو: "ياه... أنتِ صغيرة خالص على كده" (صوت عالي، ونبرة مندهشة)
هي: "عندك حق، أصل أنا طول عمري كان عندنا سواق يـ وديني وياخدنى من الجامعة
وكان كل صحابي بنات، وكان بابا شديد معايا أوي في المواعيد والخروجات.
أختي الكبيرة لما اتجوزت، بقى عندها حرية تاخد قرارات، فـ كنت عاوزة أبقى زيها.
الجوازة الأولانية ما كانـتـش عن حب ولا حاجة، هو كان المُعيد بتاعي في الجامعة
وقولت فرصة اتنفس شوية، وابعِد عن رقابة بابا
بس طبعًا طلع الجواز مش كده."
هو: "هممم... وبعدين؟"
هي: "بس، اتطلقنا بعد فترة صغيرة، وأهلي كانوا متضايقين جدًا إني اتطلقت
وده كان سبب الجوازة التانية، بظروف مشابهة".

وبعدين اديت له هدية، علبة صغيرة مقفولة
كان واضح أوي إنها مكسوفة جدًا، وهو أخد العلبة من على الترابيزة من غير ما يفتحها
شكر البنت وقال: "ليه بس التعب ده؟"
ردت: "ده حاجة بسيطة، لما كنت مسافرة لاقيت إن دي حاجة تعجبك أوي“.
بعد شوية اقترح عليها: "ما تيجي نطلب الشيك، وناخد لفة بالعربية؟ ولا أنتِ عندك رأي تاني؟ "
سِكتِت
كان نفسي أبص أشوف هي موافقة، ولا مكسوفة ترد أحسن العريس يضيع وتفضل مطلقة؟
مواطنة درجة تانية في نظر مجتمع ذكوري قاسي
هل هي فعلًا موافقة تروح معاه العربية؟
طب هو أصلًا إيه فكرة نلف بالعربية، دول مش عيال مراهقة
هو بـ يفكر في إيه بالضبط؟ وهل من حقها ترفض؟ وهل من حقي أحكم عليها؟
هي الغلطانة إنها مُـسـتـسـلـمـة لنظرة المجتمع؟
ولا المجتمع والـ"عريس" غلطان إنه فاكر إنها علشان مطلقة من حقه الكامل إنه يؤمر، وهي وأهلها يقولوا آمين؟
لأ وكمان هـ يبقوا مبسوطين.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر