كان يوم عادي، رجعت من الجامعة، وكنت قاعدة بـ تغدى وبـ تفرج على التليفزيون
لحد ما لاقيت عمتي بـ تتصل. كانت مكالمة عادية، لحد ما بدأت ترخم عليا.
سألتني: "أخبار الحب معاكي إيه؟"
ضحكت غصب عني؛ عشان السؤال أحرجني،
بس هي أصرت إني شخص رومانسي، وان كلنا عيلة رومانسية.
وقعدت تقول لي: "لو عايزة تتجوزي، أنا ممكن أجيب لك عرسان كتير".
وقعدت تعيد كلام زي: "أنا أعرف عريس مناسب ليكي، واحد عنده شقة،
وشغال في القرية الذكية، وعنده كل حاجة.
ده حتى شبه مصطفى، هاهاهاها.
وفي عريس تاني، دكتور ممتاز … "، وأنا فضلت ساكتة.
مصطفى ده يبقى خطيبي، لسه مخطوبين قريب.
بقالنا مع بعض شوية، وبنحب بعض.
لكن طبعًا بمجرد ما تقرر تعمل الحاجة الصح، الناس بـ تبدأ تسخَّف عليك.
من ساعة ما اتقدم لي وأهلي -أو ماما بالتحديد- بـ يتصرفوا بشكل مريب جدًا.
أولًا هي متصورة إني هـ هجُرها أو حاجة كده، مع إني مش هـ تجوز قريب أساسًا.
بـ تغير من مصطفى، وبـ تفكر في إني
"لو عمري ما اتجوزت مفيش أي مشكلة، عادي يعني.
بالعكس دي حاجة كويسة".
عيلتنا كبيرة، وكلهم قريبين من بعض، ومن أول ما أنا ومصطفى بقينا سوا،
بقينا حديث العام والخاص، محدش عايز يسيبني في حالي.
خالتو عزمتنا كلنا عندها، وخالي كان هناك.
خالي بدأ يسألني قدامهم كلهم: "وإيه بقى عيوبه؟"
بصراحة اتصدمت، وقعدت أضحك
"أنت بجد بـ تسألني السؤال ده؟"
مش ممكن والله، عشان بس أعرفه وبحبه يبقى لازم يكون شخص سيء.
لازم يكون عنده عيب كبير، أو سر شنيع.
كل ده برغم إن لو ما كانش حد عارف إننا كنا مرتبطين من قبلها كانوا هـ يحبوه،
ويشوفوه الراجل المناسب ليا تمامًا،
وكنت هـ بقى بنت مش كويسة خالص لو رفضته.
ماما اتصلت بيا مرة، كانت تبدو مكالمة عادية في الأول،
لحد ما بدأت تقول لي أشيل البروفايل بيكتشر بتاعتي ع الفيسبوك عشان منظري الاجتماعي.
كنت لسة منزلة صورة ليا أنا ومصطفى.
قالت لي أشيلها؛ عشان الناس كده هـ تجيب في سيرتي.
قولت لها: "هـ يقولوا إيه يا ماما؟ ده خطيبي،
وكنا برا مع ناس صحابنا، ما كناش لوحدنا".
"مش مهم، شيليها، أنتِ مش عارفة الناس بـ تتكلم إزاي"
"أنا بعمل حاجة غلط؟ لا مش بعمل"
ماما ابتدت تزعق.
"حاضر".
الموضوع محير، أنتِ ليه أصلًا مهتمة الناس ممكن تقول إيه؟
ولا ده الـلـي الدين بـ يقوله، ولا حتى مبادئي وأخلاقياتي.
أنا لسة بقدَّر كل حاجة أهلي بـ يعملوها عشاني، وممتنة جدًا، وبحبهم خالص.
نفسي بس يعرفوا إن أحيانًا كلامهم بـ يوجعني،
حتى لو كان الأي الكلام المعتاد بتاعهم،
والضغط الـلـي بـ يحطوني فيه بخصوص خطوبتي بـ يقتلني.
أنا مش معمية بالحب، ولا أنا غبية، ولا بـ تصرف بعاطفية.
اختياري له كان أكتر قرار عقلاني أخدته في حياتي،
وده بسبب حاجات كتير، محدش هـ يفهمها غيري أنا وهو.
هو بعيد جدًا دلوقتي، في بلد تانية
وبعِد الساعات لحد ما يرجع، مفيش حاجة تقدر توصف إحنا حاسين بإيه ناحية بعض.
و كان أهلي لما أهلي ما كانوش موجودين،
وكان أقرب صديق ليا، لما صحابي القريبين ما كانوش مهتمين بيا،
وكان كل حاجة في حياتي.
هو عارف إزاي يحترمني، ويفهمني، ويدعمني، ويشجعني أكون أنا.
وحشني جدًا ومستنية رجوعه بفارغ الصبر.
بحبه، وهـ فضل أحبه.