اخبط راسك في الحيط

"عارفة لو ما كـنـتـيـش بـ تكتبي، وفي التليفزيونات بـ تطلعي تـتكلمي،
وعن حرية المرأة في الجرايد والمجلات طول النهار بـ تهللي؟
والله كنت حبيتك، واتجوزتك، وستتك، وقعدتك في البيت".

جمل سخيفة بقالي كتير بـ سمعها
وبعدين تعالى هنا منك ليه
هي دلوقتي الكتابة بقت عيب وحرام؟
والكلام عن حرية الست، والتحرش الـلـي شايفاه في الشارع
والظلم الـلـي شايفاه في الشغل، والإهانة الـلـي مستحملاها في البيت
كل ده بقى تهليل، وكلام فاضي؟

وبعدين هو أنت ولا غيرك مين أصلًا عشان تـساومني بين الجواز والحب، والحاجة الـلـي بحبها؟
يا دي النيلة!
وإيه الـلـي يخلي الجواز أصلًا مقترن بالـتـسـتـيـت، والقعدة في البيت سعادتك؟
هو أنا بـ تجوز، ولا بـ تجنز؟ عشان أتحط في مكان واحد وبس؟
لا إله إلا الله يا أخي.

هو مش برضه سعادة جناب سيادتك أول ما أنا ما قلت يا كتابة، كنت فرحان ومبسوط
وعمال تـ سقف، وتقول: "هيه... برافو... هيه، لها رأي... ليها شخصية"
وكنت قربت تطلع بيا في مظاهرة
وانا وقتها احترمتك جدًا، وقلت: "هي دي الرجولة والله"
ورجع الأخ يقول لي من تاني: "يا بنتي بالراحة شوية، كلامك جريء حبتين
الناس تقول عليكي إيه؟
كده هـ تأخدي الناس عليكي
أنا بـ نصحك كصديق"
نهار أسود ... صديق؟ -ونحط صديق دي أعزائي المستمعين والمشاهدين بين قوسين-
هو مش سيادتك برضه بقالك سنة بـ تسب لي؟ ولا أنا نظري ضعيف؟
بقيت صديق إذ فجأةً كده يعني؟

ورجع الأخ يكمل كلامه ويقول: "أنا كصديق ممكن أسمع واتقبل منك الكلام ده، في قعدة مع أصحابنا
إنما بقى تعملي لي كتاب، وتـطلعي تـتكلمي كده في التليفزيون عيني عينك؟
لا، لا، لا مش حلوة ليكي كبنت يعني
وشوفي، أنتِ حرة في مصلحتك
أنا بـ كلمك كأخت والله، الرجالة يا بنتي بـ تخاف من البنت الجريئة،
والـلـي صوتها عالي، وبـ تتكلم بحرية، وبـ تـتـنـاقش في كل حاجة
هـ تعنسي كده والله".

وأنت مالك إنت يا سقيل؟
عرفت باقي الرجالة منين أنت عشان تـعـنـسـنـي وتحكم عليا؟
يعني هي البني آدمة الـلـي بـ تكتب دي وبـ تقول رأيها - صح بقى ولا غلط، كل واحد عنده مقاييسه -
هي دي مش إنسانة من حقها تحب وتـ تحب وتعمل حياة بكل تفاصيلها؟

ليه البنت الـلـي بـ تـتـكـلـم وسط مجتمع ساكت تبقى بجحة، وقليلة الأدب
وما اتربـتـش، وفاهمة كل حاجة - مع غمزة عين كده دليل على قلة أدبها -
وعينها تـندب فيها رصاصة؟
وإيه يا عم الـلـي يـ جبرك ترتبط بواحدة تقعد تقول لك: "أصل المنطق بـ يقول"، والكلام الفارغ ده
مالها النسمة، المغمضة الـلـي تقول لها يمين يمين، شمال شمال؟
صلاة النبي أحسن.

أحب أقول لك كان زمان سعادتك، عشان بس ما تـتـضـربش على قفاك
يعني أنت عاوز تقول لي إن معاليك جنابك مش فاهم الدنيا؟
مش بـ تحاول تفهمها طيب؟
مش بـ تعرف تتكلم، وتعبر عن نفسك؟
مش بـ تـتـشـات مع طوب الأرض؟
ما بـ تعرفش بنات بعدد شعر رأسك - لو كان عندك شعر-؟
ما بـ تـغـلـطـش؟

يعني هـ تبقى مبسوط أوي لو أخدت واحدة زيها زي رجل الكرسي؟
لا بـ تهش ولا بـ تنش
وأصلًا ما بقاش في حد كده.

مرة واحد صديقي دكتور صيدلي، قد الدنيا كده طول بعرض كده
قال لي وهو مبسوط أوي:
"ماما راحت تشوف لي عروسة من قرايبنا في البلد، أهي أمان برضه عن الـلـي هنا"
نهارك أسود
البنت مش بضاعة، ولا عربية، ولا مانيكان بـ تـتـفـرج عليه
وأنا أرفض البصة المنيلة بنيلة دي، على دماغك ودماغ كل الـلـي بـ يفكروا كده
لا وإيه، دكتور صيدلي، واخدين بالكم؟

آه، مش كل البنات كويسين، بس برضه في ملايين محترمين
وبـ يـشـتـغـلـوا على نفسهم، قراية، وتعليم، وثقافة، وسفر
دي حاجة ما تـعـيـبـنـاش يعني
ومش معنى إني بـ فكر شوية، ولا بـ قدر أوصل رأيي للناس، يبقى ما عـنـديـش حياء ولا أدب
وعيني ما بـ تـنـدبـش فيها رصاصة
ياكش رصاصة تاخد أجلك أنت والـلـي لسه بـ يفكروا كده زي سعادتك - ودول كتير أوى -.

ولا الحب والارتباط، ولا الجواز، ولا الصحوبية مرهونة بأن الواحدة تسكت
وتـبطل تتكلم
أحب أقول لك كلمة في ودنك بس عشان برستيجك وسط المجتمع:
اخبط رأسك في الحيط.

أنا كده، وهـ فضل كده، ليا، ولولادي، ولجيل لازم يـتكلم، ويـعلي صوته وما يخافش
مش من حقك تـقعدني في البيت، ولا تقول لي اطولي، ولا اقصري
خسي ولا اتخني، اشفطي ولا انفخي
ومش عشان أنا بحب كل الناس، وبـ آخد على الناس بسرعة
وبـ هزر مع طوب الأرض، أبقى سهلة
مين قال لك كده؟ ومين إداك الحق أصلًا تحكم عليا بكده وسط شعب - إن شاء الله - الكلمة فيه بـ توصل ل 80 مليون مشاهد، ومستمع، ومتفرج، ومشجع مصري؟


رقم تليفوني مع 50% من الشعب المصري الحبيب، بحكم شغلي والله
وبعدين ما تزعلش، هـ بقى أجيب لك خط لوحدك
بس ما ترجعش تقول لي: "الـلـي بـ يقعد مع الكتاب والصحفيين والفنانين،
والـلـي بـ يغني، ولا الـلـي بـ يمثل ده قليل أدب، ووشه مكشوف"
عشان هـ قول لك: "اتنيل على عينك، فالح بس لما تشوف هيفا ولا ليلى علوي، هوب تجري عليها
عشان تـ تصور، وتحط الصورة على الفيسبوك"
جتكم الهم.

صدق عباس أبو الحسن لما قال في فيلم مافيا: "أمركم غريب أيها المصريون، تؤمنون بأشياء غريبة"
بلا خيبة!
"عارفة لو ما كـنـتـيـش بـ تكتبي، وفي التليفزيونات بـ تطلعي تتكلمي
وعن حرية المرأة في الجرايد والمجلات طول النهار بـ تهللي؟
والله كنت حبيتك، واتجوزتك، وستتك، وقعدتك في البيت".

طظ فيك.

x
تنويه القصص الموجودة على هذا الموقع قد تسبب للبعض شعور بعدم الارتياح أو الألم. في حالة شعورك بذلك، تذكر أن تتنفس، وأن تأخذ بعض الوقت مع ذاتك قبل مواصلة القراءة، أو بالتوقف عن القراءة إذا استدعى الأمر