أنا كليتي قريبة من البيت شوية، فـقررت أتشجع واروح بالعجلة.
ومش قادرة أوصف كمية النظرات، والمعاكسات، والألفاظ،
وإني واحدة أصلًا ما شوفتش تربية، وكلام كتير جداً.
كنت فى الصف الأول الثانوي سنة 1993، وكنا في شهر رمضان،
وأخدنا حصة العربي في المكتبة،
والمُدرسة شغلت شريط عذاب القبر،
وكنت أنا وزميلة أخرى المسيحيتين في الفصل،
وسمعنا الشيخ بـ يشتم في عقيدة المسيحيين، فـاستأذنا من المدرسة إننا نخرج من المكتبة.
أول حاجة صدمتني الأطفال في المدرسة
أول مرة يتعاملوا مع مسيحيين
فكنت أثناء الشرح تـسـتـوقـفـنـي طفلة، وتقول لي:
"أنتِ بـ تتكلمي عربي زينا؟
من كام سنة، ولدت أول طفل من ولادي
ومن ساعتها كل ما بـ حاول أصوم ضغطي بـ ينزل جامد لتمانين على خمسين
جوزي وماما وأختي كانوا بـ يقولوا لي أبطَّل أصوم
ده كان بـ يحصل قبل الفطار تقريبا بتلات ساعات
أنا بنت، وبـ تعرض للتنمر كل يوم
عشان بلبس صليب
الناس بـ تزغرلي
بحاول على قد ما أقدر أتجاهلهم، بس هم مبالغ فيهم جدًا
عمري ما أبديت أي رد فعل تجاه أي حاجة بـ يعملوها
أنا بـ بذل مجهود كبير عشان ألبس لبس طويل وبكم في رمضان،
في حين إني مش ملزمة أعمل كده،
ومع ذلك بـ قابل استغفار بصوت عالي في الشارع،
كنوع من أنواع التعبير عن الاحتقار
أول حادثة تحرش جسدي ليا كنت كبيرة
كنت ماشية بالليل، ورايحة أعدي الشارع عشان أركب مشروع واروح،
ولدين معديين من جنبي كانوا بـ يضحكوا مع بعض،
وما حسيتش إنه فيه خطر، أو مفروض أقلق منهم
في العادي ممكن أبعد شوية وأنا معدية من جنب ولاد،
بس لسبب ما آمنت لهم
وانا محجبة، كنت بـ تعرض لتعليقات سخيفة جدًا من أهلي، أو الناس في الشارع
لما كنت بـ حط روج مثلًا، أو يبان عليا النشاط شوية
كان في كذا مرة سواق يقول لي:
"هو أنتِ مش صايمة يا آنسة ولا إيه؟"